
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة
اكتشفت بعد الخليل بحور رائعة لا تدور في فلك نظامه الدائري وأشهرها البحر المسمى الدوبيت، وكذلك البحر الذي يحلو للبعض أن يعده مجزوءا منه (وهو في واقع الحال بحر مستقل وإن كان يدور في فلك نظام الدوبيت، أعني ذلك النسق الذي نظم عليه البهاء زهير قصيدته التي أولها:
يا من لعبت به شمول ××× ما ألطف هذه الشمائل
وهو نظام مبني على تفعيلة خليلية تشترك معها أسباب ثقيلة (خببية).
ومن هذا النظام قصيدة أحمد زكي أبو شادي التي يقول فيها:
الشعر من عرق جبينه ××× واللحن صوت من أنفه
والله خص بتكوينه ××× ما كان حقا من حتفه
وهي على وزن :
مستفعلن فعلن فعلن ××× مستفعلن فعلن فعلن
أي على عكس نظام قصيدة البهاء زهير.
أما الأوزان التي ذكرت بعضها فمنها ما يمكن رفضه بسهولة وذلك لمخالفته أبسط مبادئ العروض الخليلي وهو تجاور وتدين ، وأما بعضها الآخر فتمجه الأذن الإيقاعية ولا تقبله.
أخي وأستاذي الكريم
يشتق الرقمي من تفاعيل الخليل قواعد شاملة تميز بين ثلاث مناطق:
1- الشعر
2- مستساغ الموزون
3- الموزون مهما كان
تجاور أربعة أسباب قبل الأوثق خارج على أسس الشعر العربي وهذا يؤكد فارسية الدوبيت
التخاب يقول بجواز وقوع الإيقاع الخببي بعد الأوثق على مستويين
الأول : فيما لا يتجاوز منطقة الضرب في الشعر
الثاني بدون حدود فيما يسميه مستساغ الموزون .
أنقل لك من الرابط:
https://sites.google.com/site/alaroo...wama-allamnaho
إذا اعتصمنا بالأحدِ ..... بكل قطر أو بلدِ
نمشي على درب هُدىً ..... ضعوا أياديكم بيدي
وإن تولّوا هم هُبلاً ..... إنا استعذنا بالصّمدِ
2 2 3 2 2 1 3 ..... 4 3 2 2 (2) 2
وكذلك :
أبطالـنا لـربوع القدس بحـقٍّ يلـجونْ
إسراؤهم لديار ما عـرفت طعـم سكونْ
هـذا الشـهيد لـه مجـد وله علِّيّـونْ
أصحابه كشعاع الشمس وهـم محتسبونْ
(سبحان ربـك رب العزة عما يصـفونْ)
2 2 3 1 3 2 2 1 3 2 1 3 ه
2 2 3 (2) 2 2 2 (2) 2 2 (2) 2 ه ( التخاب بعد الأوثق )
ولا حد للأوزان فمثلا أنقل لك من نفس الرابط:
كن رحيـما ولا تبخل بـما ..... أفْضل اللهُ خيرُ الرازقين
واجـتهد في وجوه الخـير ما ..... رازقٌ غير رب العالمين
واتلُ إن شئتَ من آي الهدى ..... (إنّـه لا يحب المسرفين)
2 3 2 3 2 2 3 ..... 2 3 2 3 2 2 3 ه
وكذلك :
كلُّ ما تقولـونه قديم جديد ..... والذي على بعده بـكينا بعيد
سادتي عليكمْ سلام حيفا ويافا ..... موطني دموعٌ سلاحُنا هل تفيد
لا أريدكم تسمعونني إذ أغـني ..... لا يفلّ قيد الحديـدَ إلا العبيد
***
ولو شئت أن آتيك بعشرات آلاف الأوزان وبعضها قد تستسيغه الأذن لفعلت.
التوصيفية – الأذن – منهجية اللامنهج
في مقابل التقعيد والمنهج والشمولية
***
في غياب المنهج يكثر ترديد الأذن الأذن الأذن وكأن الخليل كان أصم أو كأن أحدا ينكر دور الأذن.
أو كأن ما يضبطه تقعيد منهج مخالف للأذن.
حسب المنهجية دليلا على صحتها أن الخليل في شرحه لها تطبيقيا وتجزيئيا لم تجد تناقضا بين مئات القواعد والمصطلحات التي شملها ذلك التفصيل.
بينما تجد التوصيفيين يناقض أحدهم نفسه مرات في الظاهرة الواحدة وربما في الصفحة الواحدة. علما بأن المنهجية تقتضي وتتسع لتصنيف كل ما يجيء به التوصيفيون.
وزن الشعر كالعمارة كل جميل فيهما تدركه الأذن أو العين مرتبط بنظام ذي قواعد.
التوصيفية في وزن الشعر كالتوصيفية في تقييم العمارة.
القول بالأذن واستبعاد المنهجية في الوزن كالقول بالعين واستبعاد قوانين الهندسة المعمارية.
لا يستحق المنهج اسمه حتى يكون ذي قاعدة شاملة تتسع امتداداتها لبيان الحكم في كل التفاصيل ما وافق المنهج منها وما خالفه، وهذا عام في العروض وسواه مما هو أهم من العروض.
كأني بالتباين بين (التوصيفية والمنهجية) في تناظر مع التباين بين (العلمانية وغيرها من المبادئ الكلية )
التوصيفية عندي هرب من الإقرار بالعجز عن استيعاب المنهج والاختباء خلف الأذن أو العين.
اتساق المنهج واصفا يعني اتساق الذائقة موصوفا ، وتلفيقية التوصيف تعني تلفيقية الذائقة. أو عدم إدراك اتساقها. ما جد ويجد من أوزان تقبلها الذائقة العربية المعاصرة أو الأذن العربية لا تعدو الذائقة الجديدة أو الأذن فيه - في حال اتفاقها عليه - أن تكون فيه موافقة للذائقة التي قعد الخليل على أساسها أو مخالفة لها . المنهج قادر على تبيان نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف بشكل يفسر استقبال الأذن. بل وقادر بآلياته في حال حصول تغيير على هذه الذائقة وصف هذاالتغيير وصفا منهجيا واكتشاف قواعده سواء كانت موافقة أم مخالفة للمنهج. وليتك تنظر إلى هذه الفقرة بمنظار كتابك ( نظرية في العروض العربي )
كل من خالف منهجية الخليل - والرقمي محاولة لاستقصائها - وقع في مآزق تخبط بقدر ابتعاده عن تلك المنهجية . وفي موضوعَي :
المنهج واللامنهج :
https://sites.google.com/site/alaroo...ome/almanhaj-1
الرقمي قبس من نور الخليل :
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/-qabas
دليل على ذلك .
حسب العروضي أمانا من الخطل أن يتتبع فتاوى الخليل. وأما عالم العروض فلا بد له قبل أن يفتي بأن يفهم منهج الخليل. التوصيفيه تعيب على الخليل منهجيته.
معلش أرجو أن تتحملني فإن الحوار يقتضي هذا التوضيح.
يرعاك الله.
المفضلات