ثانيا :
ينجم عن ممارسة متلازمة ( المبالغة - الإثارة ) عند الشاعر توليد دافعين أولي وثانوي :
الدافع الأولي : يتكون بسببه لدى الشاعر وعي على الذات وهي في حالة الانعتاق الفني بحيث أن كل ما يتيحه الخيال الشعري يصبح من ملكية الشاعر الخاصة . وكلما استغرق الشاعر في تقمص خياله أصبح أكثر انعتاقا وتحررا من قيود الواقع الاجتماعي . وهذا يعني أنه يبيح لنفسه أثناء التلبس بالحالة الشعرية أن يبتعد ويشط عما هو واقعي في حياته الخاصة ودون أن يعقب ذلك شعور بالذنب أو التعرض للوم الذاتي أو الاجتماعي .
الاعتياد على الشعور بهذا الانعتاق يصبح إدمانا نفسيا لدى الشاعر بسبب ما يرافقه من متعة مميزة شبيهة بمتعة قديمة كان يدمنها الشاعر في طفولته وهي متعة (اللعب ) فالشاعر المنعتق طفل يلعب في ردهات الخيال الشعري لعبة تعبيرية ممتعة . لذا فإن طلب هذه المتعة يصبح دافعا أوليا للكتابة تتم تلبيته بإغلاق الباب على الذات وإيصاد نوافذ الانتباه عن العالم الواقعي المحيط مباشرة بالشاعر المستغرق في الكتابة .
أما الدافع الثانوي فيتمثل بطلب كل ما هو أبعد من المعتاد من الصور الشعرية و المعاني النفسية وغير ذلك مما تتيحه مستويات انفعال الشاعر . . .يتبع
المفضلات