أستاذي الحبيب خشان ،
تأملت كثيرا ردك ، فقلت مع نفسي ما أصل الحكاية من بدايتها ؟
قلت الحكاية كلها تدور على محور واحد ، هو معرفة هوية البيت ،
وهنا يغدو الأمر ضروريا لكل مبتدئ ، أما المحترفون فإنهم يدركون هويات الابيات ببساطة واحتمالات نسبتها لبحرين مختلفين أو أكثر ، وهذا جد طبيعي .
قواعد التأصيل عند د/ عمر خلوف ترشدك إلى طبيعة تفاعيل البيت بالضبط ،وذلك من خلال إرشادك إلى مواطن وضع الفاصل ، وبالتالي وبمقارنة النتيجة مع جدول البحور تتعرف على اسم البحر .
نفس الشيء تقوم به قواعد التأصيل في الرقمي غير أنها لا تجزئ ولكن تعطيك الصورة الأصلية للبحر بصفته وحدة لا تتجزأ ، وما عليك إلا مقارنتها بصور البحور في جدولها لتعرف البحر ،
غير أني أرى أن قواعدنا الرقمية في مسألة التأصيل ، أراها هنا إما شذت أو على أستاذي محمد خشان أن يثبت أن الرقم 2 في آخر الصدر من البيت أدناه ، تشوبه شائبة ، وإلا فهو صالح لان يكون رقما زوجيا أصيلا يبنى عليه في مسألة التأصيل ،
أقول هذا وأتخيل رد استاذي الحبيب خشان وهو يطرح علي احتمال أن تكون مسألة التصريع هي الشائبة الوحيدة التي تشوبه أي الرقم 2 فيما لو تعاملنا فقط مع الأرقام بغض النظر عن البيت ، لأن البيت المذكور لا تصريع فيه :
منازلٌ لفرتنا قفارٌ ......كأنّما رسومها سطورُ
3 3 3 3 3 2 ..........3 3 3 3 3
وبخصوص ظنونك أخي خشان حول الرقم 2 في السياق : "3 3 3 3 3 2 ** 3 3 3 3 3 2" فإني أسوق إليك قول الأستاذ د/ عمر خلوف في هذا الباب ، ولعلك تعرفه وهو من منتدى الفصيح على الرابط التالي :
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10831
وأخيرا أقول لأستاذي خشان ، إذا كنت تعلم مقالة الأخ د/ عمر خلوف ، وانا أجزم بمعرفتك إياها ، وإذا كنت تميل إلى صدق ظنك بالرقم 2 ، فإنه قد وجب علينا أن نشير إلى شذوذ قواعد التأصيل الرقمية في مثل هذه الحالات في انتظار سد هذه الثغرة ، وإذا أعيتنا الحيلة والوسيلة فلنا في مقولة : " لكل قاعدة استثناء " مخرج .1427/4/21 هـ
السادة الأفاضل
لا زيادة تذكر على ما أورده الأستاذ زهير ظاظا
ولكنني أشير إلى العديد من قصائد هذا الوزن الجميل، الذي ليس له في الشعر القديم قصائد معروفة، سوى ما ورد في كتب العروض.
فعليه ما أورده الجاحظ في البيان والتبيين (1/49):
وقبرُ حَرْبٍ بمكانٍ قفْرٍ = وليسَ قرْبَ قبْرِ حربٍ قبْرُ
كما أورد له أبو الحسن العروضي (الجامع 69) قول الشاعر:
دَنوتُ منهُ فنأى وصدّا = ولِنْتُ في القولِ لهُ فاشتدّا
وكانَ هذا في البَدِيِّ منهُ = مزْحاً، فلمّا [امتدَّ] صار جِدّا
لبئْسَ ما جازى [بوصْلٍ] هجْراً = مُجازِياً بالقرْبِ منهُ بُعْدا
ولكن كثُرَ استعماله حديثاً، فاستعمله نزار قباني ما ينوف على خمس مرات، كقوله مثلاً (الأعمال الكاملة 1/205):
عند جدارِ البيتِ ذات يومِ = أقبلْتِ نحوي تسألينَ ما اسمي
كنتِ بعُمْرِ البرعمِ المُندّى = أعوامَكِ العشرةَ لم تُتمّي
وانظر (1/253، 304، 375).
ولعمر بهاء الدين الأميري (مع الله 90):
يا بدرُ هل شهدْتَ أهلَ بدْرِ = تحفّهمْ ملائكُ الرحمنِ
في موكبٍ من السّنا والطهْرِ = قلوبهمْ تُشرِقُ بالإيمانِ
يستبِقونَ الموتَ دونَ صبْرِ = لينشقوا منْ أرَجِ الجِنانِ
(وانظر ص95، 96)
وفي ديوان أبي سلمى (279):
ناشِرةَ الربيعِ في المصيفِ = الشوقُ في إثْرِ الخطى فطوفي
أطيابُهُ على الدروبِ نشوى = منْ عبَثِ النسيمِ بالنّصيفِ
وللقرشي (2/408)
يا أنتِ إنّي متعَبٌ جريحٌ = مكبّلٌ بقيْدِ أمنياتي
فهل تعيدينَ الصِّبا فإنّي = أراكِ فرحةَ الهوى المُواتي
ولعلي دمّر (498):
كأنها تسكنُ في الغيومِ = كأنها تعيش في النجومِ
كأنّ (أبها) عالَمٌ غريبٌ = فوقَ مدار الأرضِ والسديم
صافحَها الزمانُ من جديدٍ = من بعد ما ضاعت من القديم
ولفؤاد الخشن (معبد الشوق 117):
يا ثغرها المكمَّمَ الذبيحا = يا برعماً يضِنُّ أنْ يبوحا
فجّرْتَ نبعَ الشعْرِ في عروقي = وللذرى جنّحْتني طموحا
ولمحمد العيد الخطراوي (حروف من دفتر الأشواق 183):
يا أنتِ يا تهويمةَ العطورِ = وصبوةَ الأنسامِ في البكور
ودفقةَ الربيعِ في كياني = وعنفوانَ اللونِ في الزهورِ
وبسمةً على شفاهِ عمْري = تلألأَتْ كغيمةٍ من نورِ
إلخ ..إلخ
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التفعيل الصحيح لهذا الوزن هو:
مستفعلن مستفعلن مفعولن = مستفعلن مستفعلن مفعولن
و(فعولن) هي زحاف جائز ل(مفعولن) بسقوط فائها.
حياك الله
المفضلات