السبب الخببي المجمد في حشو الخفيف ، لماذا تم تجميده ؟
هو أولا خببي لأنه وقع أولَ ثلاثة أسباب متتالية ، إذ كل تركيب حوى ثلاثة أسباب هكذا "2 2 2 " فالأول خببي قطعا في حشو البيت ، حيث يعتبر هذا السبب ، بمنطق الرقمي متحررا من إملاءات الوتدين معا الوتد الذي يقع قبله والوتد الذي يقع بعده وبالضبط بعد سببين اثنين ، وذلك لبعد المسافة بينهما ، فبينهما سببين اثنين هكذا :
3 2 2 2 3
وعلى هذا الأساس فهذا السبب يمارس خببيته ،
وإذا ًما الذي حدث بالضبط حتى تم تجميد خببيته في حشو بحر الخفيف ؟
معلوم للجميع أن السبب الخببي الأول في التركيب 2 2 2 في حشو الحفيف ، حل بين تركيبين بحري صرف هو 2 3 وبين تركيب خببي صرف هو 2 2 .
فهو والحال هذه أضحى بين المطرقة والسندان ،بين ضغوط السياق البحري قبله وضغوط السياق الخببي بعده وهما طرفان متنازعان ، فما كان من هذا السبب الخببي إلا أن جمد خببيته تحت ضغط الطرف البحري قبله ، وفي الوقت نفسه رفض أن يزاحف وذلك تحت تأثير الطرف الخببي بعده ، وبذلك يكون قد أرضى الطرفين معا البحري والخببي ،
وأما إذا أصر على موقفه وطبيعته الخببية ومارس خببيته وتحول إلى سبب ثقيل فإنه يكون قد تسبب في خروج البيت الشعري من الخفيف إلى المتدارك في إحدى صوره ،
وأما إذا هان وسهل عليه الهوان وتخلى عن هويته الخببية تحت ضغط الطرف البحري فعندئذ يكون قد تسبب في إدخال البيت في دائرة الاستثقال أو ربما الشذوذ .
وخير حالات هذا السبب أن تجمد خببيته فلا يتحول إلى سبب ثقيل ، وألا يتخلى عن ساكنه بالزحاف . حتى يستطيع إرضاء الطرفين معا البحري والخببي ، وفي نفس الوقت يكون قد تماهى هو بهذه الطبيعة الخببية الجامدة مع واقع الشعر العربي الأصيل .
والظاهر أن هذا السبب الخببي المجمد ، لم يتنازل عن هويته (طبيعته الخببية ) مجانا ، ولكن شَرَطَ على الطرفين أن يكون له تأثير خارج أرض المعركة ، وبالضبط فيما بعد الأوثق ، إذ كان له الفضل في قابليه انخراط التركيب 2 3 2 بعد الأوثق في سياق خببي أول 2 2 2 ، أو سياق خببي ثان (2) 2 2 رغم وجود مانع التخاب الثاني في أول البيت الذي هو البادئة 2 3 .
من هذه الإشارات المتواضعة ، يمكن ان نستنتج تعريفا جامعا للسبب الخببي المجمد ،
وأترك للأساتذة الكرام محاولة تعريف هذا السبب ، بناء على ماقدمت من تفسير أرى فيه بعض منطق في الطرح ، وإلا فالباب مفتوح على مصراعيه ، للمزيد من الآراء طلبا للضبط والتدقيق ،
تحياتي للجميع بقدر محبتكم وتقديركم
المفضلات