اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
أستاذتي الكريمة
شكرا لهذا النقل الذي يستدعي التفكير.‏
كنت أنوي أن أكتب عن الكم والهيئة خارج إطار العروض. تذكرين كلامنا عن المعلومات وهي تمثل ‏جانب الكم، وعن طريقة الربط بين المعلومات وهي تمثل الهيئة. وكلاهما ضروري للوصول للحق، وقد ‏آثرت استعمال مصطلحي الكم والهيئة على سواهما تأكيدا للنهج الفكري للرقمي معطوفا على استعمالهما ‏في الرابط:‏





كم 1أ: فلقد كان كل جهد يبذل بعد ذلك القرن إما في سبيل الشرح وإما في سبيل التعليق وإما في سبيل ‏التحقيق والتصويب ،أما العمل المبتكر والذهن المبدع...... هذا كم صحيح‏

كم 1 ب : وضيق أفقه في الفكر وقلة حماسه للعلم وتلك ظاهرة ظلت تتضح في العالم العربي والإسلامي بعد ‏آخر وتشترى باطراد حتى انتهت آخر الأمر بما سموه إقفال باب الاجتهاد‎ .‎‏ ضيق الأفق وامتداده قرونا كم ‏صحيح

هيئة 1 : أما العمل المبتكر والذهن المبدع فقد قضى عليهما ظهور العنصر التركي على مسرح السياسة ‏واستبداده بأمر الخلافة
هذه هيئة أقلها صواب وأكثرها خطأ. والصواب أن يقال
إن الهبوط الفكري عند العرب وتخليهم عن أداء رسالتهم وفساد قيادتهم، كل ذلك مثل تنكبا عن دورهم وخلق فراغا اقتضى بروز قيادة أخرى ‏للمسلمين، كانت أكثر حرصا على أداء الرسالة وأكثر إخلاصا في قيادة الأمة والذود عنها من العرب، ولكنهم ‏عانوا مما جناه العرب على أنفسهم وعلى سائر الأمة من هبوط المستوى الفكري وحالت غربتهم عن اللغة العربية دون أن يكون النهوض العسكري في الذود عن الأمة مصحوبا بنهوض فكري، فشهدنا تيارين متعاكسين نهوض عسكري جهادي حمى ديار الإسلام وذاد عنها وتفاقم للهبوط الفكري الذي أسسه العرب .
وأما حول الاستبداد بأمر الخلافة فإني أنزه عالما بمستوى د. تمام حسان عن تعسف تعبيره وانكسار نور نظرته ولا يتسع المجال لأسباب عدة للمزيد حول هذا الموضوع.


‏***‏
كم 2 : ولكن الظروف التي دعت إلى نشاة الدراسات اللغوية العربية كانت العامل الرئيسي في تحديد مسار هذه ‏الدراسات وفلسفة منهجها ،فلقد نشأت دراسة اللغة العربية الفصحى علاجًا لظاهرة كان يخشى منها على اللغة ‏والقرآن وهي التي سموها "ذيوع اللحن" وعلى الرغم من أن تسمية هذه الظاهرة المذكورة لا تشير إلا إلى ‏خطأ في ضبط أواخر الكلمات بعدم إعطائها العلامات الإعرابية الملائمة أشعر بميل شديد إلى الزعم بأن ‏الاخطاء اللغوية التي شاعت على ألسنة الموالي وأصابت عدواها ألسنة بعض العرب لم تكن مقصورة على هذا ‏النوع من أنواع الأخطاء‎.
فأكبر الظن أن هذا الذي سموه لحنًا كان يصدق على أخطاء صوتية كالذي يشير إليه مغزى تسمية اللغة ‏العربية الفصحى "لغة الضاد" ويفصلها ما يروى من نوادر الموالي كأبي عطاء السندي وسعد الزندخاني ‏وغيرهما‎ .
كما كان يصدق على الخطأ الصرفي الذي يتمثل في تحريف بنية الصيغة أو الإلحاق أو الزيادة ،وعلى الخطأ ‏النحوي الذي يتعدى مجال العلامة الإعرابية أحيانًا إلى مجالات الرتبة والمطابقة وغيرهما‎
وعلى الخطأ المعجمي الذي يبدو في اختيار كلمة أجنبية دون كلمة عربية لها المعنى نفسه‎ .
ويصدق على جميع هذه الأنواع من الخطأ أنها أخطاء في المبنى أولا وأخيرًا ‏

هذا كم صحيح

هيئة 2: ولو أدت في النهاية إلى خطأ في المعنى لم يكن نتيجة خطأ في القصد‎ .
من هنا اتسمت الدراسات اللغوية العربية بسمة الاتجاه إلى المبنى أساسًا ولم يكن قصدها إلى المعنى إلا تبعًا ‏لذلك وعلى استحياء ،وحين قامت دراسة "علم المعاني" في مرحلة متأخرة عن ذلك في تاريخ الثقافة العربية ‏،ومن هنا رأينا عبد القاهر في دلائل الإعجاز يتكلم في النظم والبناء والترتيب والتعليق وكلها أمور تتصل ‏بالتراكيب أكثر مما تتصل بالمعاني المفردة‎.

هذه الهيئة خطأ كبير ‏
اللغة حقا وظيفتها خدمة المضمون بحسن التعبير عنه ولا وظيفة أخرى لها.
أما المضمون سموا وانحطاطا فشيء يتعلق بالفكر والعقيدة.‏
والفساد فيهما من الظلم للغة وداراساتها تحميلهما مسؤوليته.‏

كم من مضمون هابط ذي لغة راقية كما في بعض شعر أبي نواس، وكم من موعظة سامية قصر عن سموها مستوى لغتها.

بل إن الفساد فيهما وما رافقه من جمود فكري هو الذي هبط بالدراسات اللغوية نهجا واسلوبا، وهذا الهبوط ‏اللغوي رد الجميل للهبوط الفكري فكان عونا له.‏

‏***‏
أما مكان العروض من هذا فموضوع مشاركة قادمة بإذن الله. ‏
بوركت أستاذي على هذا التوضيح المفيد،أهم ما يميز العروض الرقمي الدقة في استخدام المصطلحات ووضعها في مكانها المناسب .
في انتظار طرحك أستاذي عن العروضنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي