السلام عليكم
أشكرك أستاذة سحر لإثارة هذا الموضوع الخطير .
صحيح أن كثرة المشاغل مع ضيق الوقت يفرضان على الإنسان المعاصر تعديل بعض سلوكياته اليومية كي يكون ناجحا في حياته إلا أنني أرى أنه من الخطأ أن نبالغ في تعديل هذه السلوكيات إلى الدرجة التي تفقدنا ميزاتنا الإنسانية التي نعتمد عليها في بناء الشخصية الإنسانية العميقة والناضجة معرفيا وأخلاقيا ودينيا .
ومن أهم هذه الميزات ذلك التفاعل النفسي الذي نختبره أثناء القراءة عندما يقوم أحدنا بإسقاط المحتوى المعنوي للمفاهيم المقروءة عبر فترات التأمل التي تتخلل القراءة والتي قد تطول أو تقصر حسب عمق تلك المفاهيم وحسب المستوى الذي وصل أحدنا إليه من سعة الاستشراف وبعد النظر في التأمل .
عندما نبدأ بعملية القراءة نكون بدأنا بالاتصال مع عقل الكاتب وفي هذا الاتصال يجب أن يدور حوار ذهني معرفي ونفسي بين عقولنا وعقله وجزء مهم من هذا الحوار يكون ذا طابع نفسي شعوري يمثل متعة القراءة في إثارتها تجاوبنا النفسي من تذوق أدبي جمالي أو بعث وتحفيز ذهني فكري .
فالمسألة ليست مجرد فهم أو إلمام سريع بالمعاني لا يفيد في تغذية الشخصية ونموها التفاعلي ولا ينبغي أن يكون التقييم كميا كما هو الأمر في التعامل مع ذاكرة الكمبيوتر .
وليس أخطر من تتحول القراءة السريعة إلى عادة ثم إلى نظام يتحكم في كل قراءاتنا . . . وقد جاء في بعض الحديث الشريف ما يفيد بأن قراءة القرآن ستكون يوما كالسهم المارق في سرعتها وعدم تأثيرها في نفس القارئ وذلك من علامات الساعة .
المفضلات