أخي وأستاذي الكريم
ترددت كثيرا قبل أن أعقب ثانية. ولكن وشعورا بالواجب وتقديرا لك ومن باب النصيحة أقول
قد أكون مخطئا في أمر ( عياها)، ولكن إن كنتُ مخطئا فإن ردّك يقوي رأيي ويجعله يبدو صوابا. ذلك أني لم أكن لأختار إثباتا لوجهة نظري غير ما اخترته أنت .
القضية بسيطة جدا
أنا أقول إن عياها الظمأُ بمعنى أعياها وأنهكها بدون شدة على الياء ( حيث عيا أو عَيَى فعل ماض متعد فاعله الظمأ بمعنى أعياها والضمير ها مفعول به لا وجود لها في العربية)
نعم يوجد (أعياها) ويوجد (يعيا به ) ولكن لا يوجد عياه بمعنى أتعبه
القول بوجود ( عياها الظمأُ ) كالقول بوجود ( نامَهُ التعبُ ) أي نوّمه أو أنامه، يوجد نام منه ونام معه وربما نام به أما (نامه )فلا وجود لها بمعنى جعله ينام. والمر كما ترى متعلق بفطرة اللغة في أنفسنا في المقام الأول.
يوجد عياها في اللغة بمعى آخر :
عيا كفعل متعد معناها جهِلَ
لسان العرب:
وفلان يَعْياه أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ، والأصل في ذلك أن لا تَعْيا عن الإخبارِ عنه إذا سُئِلْتَ جَهْلاً به؛ قال الراعي: يسأَلْنَ عنك ولايَعْياك مسؤولُ أَي لا يَجْهَلُك.
***
فإذا صارت الجملة (عياها الظماء ) بدل ( أعياها الظمأ ) فقد خرجت من العربية جملة وتفصيلا. وهي كفيلة بالانتقاص من قدر إبداعك الشعري.
**
وليست غَشا كفعل متعد بأحسن حالا من عيا
وأكتفي بهذا. من باب النصيحة، داعيا إياك أن تعيد النظر في استعمال ألفاظ لا تصح في قصائدك. وهي ظاهرة لاحظتها في كثير من شعرك.
هذا ما علي وصديقك من صدَقك لا من صدّقك .
والله يرعاك.
المفضلات