أهلاً بالأستاذة الكريمة..
بدايةً.. أشكر التنوير بالمرور, فالاهتمامَ بالملاحظة و عساهما يصيران دأْباً, و الشكر دأْبِى فى كل الأحوال .
ثم عذراً منكِ, فلستُ أستحل لنفسى لقب (شاعر), و أدرك أن المناداة بـ (أستاذ) على غير حقيقة واقع الحال ها هنا, من قبيل التلطٌّف الذى تستنِّين فيه بكرم أخلاق أستاذنا جميعا (خشان) - حفظه الله - فالشكرُ موصولاً لذاته و أخلاقه الكريمة, يبدأ بشكر ذاتكِ و أخلاقكِ الكريمة .
عذراً من الأستاذة الكريمة.. لكن هذا غير صحيح, فأنا لم أقل فى التجميل :
أَنْ كَفانا فَما عادَ يُجْدِى الكلا * م * مُ فَقَدْ دَنَت السَّاعةُ الحاسمةْ
بل لقد أوردت البيت بهذه الصورة حين نقلته إلى المتدارك بزيادة سبب (2) على أوله , أما التجميل أستاذتى فيقع على البيت بعد الجراحة, أى بعد أن يجرى استئصال وتد (3) من أوله فيقل بذلك عدد مقاطع البيت .
و ها هو المريض الذى كان يحتاج إلى عمليةٍ تجميلية :
نا فما عاد يجـدي الكـلا * م * مُ دَنَـت السَّاعـة الحاسمـةْ
أما عن سبب اختيارى إضافة ( أَنْ) لنقل البيت إلى المتدارك, فلقد أوضحته آنفا, و هو استقامة سياق المعنى مع البيت الستابق عليه الذى فيه ( و يصدر أحكامه) فكأنه أصدر حكما أَنْ كفى.... .
بشأن القافية.. خطأ أُقرُّ به و أعتذر عليه, استلهانى عن ملاحظته موسيقى السبب المطابق, و لا عذر .
و تصويباً :
هَلْ ذَكَرْتُمْ فَتًى نابِهاً لافِتاً *** صادِقاً عَزْمُهُ رافِعاً رايةً ؟
و بشأن (عُلاً).. ربما تحبها الأستاذة الكريمة لو جاءت (فى العلا) كما تقول, لكن ذلك المعنى يفيد الاستقرار و السكون, تصورى معى تلك الصورة : البدر ساطعٌ فى العلا .. ماذا تريْن ؟.. أنا أرى بدراً ساطعاً فى علا السماء مستقراً فى مكانته التى يعرفها الناظر.. أما ما أردتُه فهى الاستمرارية فى الارتقاء و السمو اللامتناهىين.. تصورى معى ثانيةً : بدرٌ ساطعٌ فى علاً.. فهو مستمرٌ فى السطوع و فى العلو, فهذا ليس مجرد وصف للحال بل هو كذلك يشتمل على ديناميكية حركية كان تعريف ( العلا) سيعطلها و يوقفها , فـ (العلا) بالتعريف هو علاً جامدٌ محددٌ يمثل مكانا مرتفعا من السماء الدنيا, أما (عُلاً) فهو سمو مكانى و روحى و أخلاقى وغير ذلك من أىِّ مظاهر السمو و الارتقاء حسيةً كانت أم معنوية و مع ذلك هو ارتقاء مستمر ليس له حد, و لا تنسى أننا نتحدث عن الشعر.. فالتنكير للعموم و الشمولية .. قلتُ الشمولية (لألصق) نفسى برسالة أستاذنا بأى صورة و السلام
عذرا أستاذة.. فلم يكن ذلك ((مطلوباً)) فى أى وقت, بل ما أثاره أستاذنا عن تمام الأسباب ورد ضمن حديثه عن المتدارك, حيث جاء فى الشرح : ( لا أعرف قصيدة في الشعر العربي على هذا الوزن ( المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3) فلنجعل تمرين هذا الدرس توليد قصيدة عليه.......) و هذا هو ما دفعنى لأكتب بيتين عليه تامَّى الأسباب جميعا..
أما بشأن ما كان ((مطلوباً)) .. و حيث أن أستاذتى تقول أنها (تظن) الطلب كان ... فهذا أمر بسيطٌ محددٌ قاطع الوضوح لا مجال للظن فيه, فلسنا نتحدث عن غائب مجهول بل ها هو نص التمرين كما جاء فى الدرس و كما نقلته فى الصفحة ها هنا عدةَ سطور أعلى : جـ - إختياري : إن أمكن للمشارك أن يكتب بيتين على المتدارك أو المتقارب أو أي مجزوء منهما فليفعل مشكورا !... فأين ورد ذكر أن تكون الأسباب تامة ؟
فأنا يا سيدتى لم أقصر فى أداء الفرض, بل قد زدت على النافلة
ثم هى مسألة ميسورة بفضل الله فلم تكن لتُعيىَ أيّ من كان هنا, ولقد كان مما جال بخاطرى لصورة البيت :
تَجَاهَلْتَ قَدْرِى وَ أهْدَرتَ فَنِّى *** وَ أَعْلَيْتَ قَدْرَ الحَقِيرِ المُصِنِّ
لكننى أردتُ معنى المضارعة فى (و ترفع) فليس البيت حكايةً عن الماضى .. فالمبدأ عندى هو المعنى و الوزن ضابط, و أنا لم أرتكب أى خطأ ها هنا, اللهم إلا إن كانت الأستاذة ترى أن المتقارب فى صورته القياسية 3 2 3 2 3 2 3 2 حيث السببان الأولان بحريَان (خفيفان) يقبلان الزِّحاف, هو فى ذاته ناقص ..
بل الشكر لكِ على المرور الربيعىّ..
احترامى و تقديرى
المفضلات