مع أني تعرضت لهذه الظاهرة من قبل، ووضعت لها قانونا عن حركة السبب حين يكون بين وتدين في عروض البيت وضربه يلزم فيه هذا السبب بالقبض، إلا أن الظاهرة موجودة في العروض الخليلي وبالأخص في البيت الأول من المنسرح، نحو شاهد الخليل:
إن ابن زيد لا زال مستعملا * بالخير يفشي في مصره العرفا
لكن ذلك لا يبدو إلا إذا تخليت عن تقطيع الخليل بإثبات الوتد المفروق، وهو:
مستفعلن مفعولات مستفعلن * مستفعلن مفعولات مستعلن
واتبعت تقطيع حازم القرطاجني له، وهو:
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
حيث يقول: والخبن في فاعلن في العروض أحسن، ولو قال: الخبن في فاعلن لازم لكان أصح من وجهة ندرة خبن هذا السبب.
والمفارقة هنا أن أبيات الشاعرة أمل سليمان إبراهيم ترد على هذا النسق الباعث على الجدل، فلا يعود أمامنا إلا أن نحكم ذائقة المستمعين الإيقاعية، فإذا استحسنته كان هذا العروض كسرا لقاعدة عدم حدوث 3 2 3 وضربها 3 1 3 :
يا إلهي لكم صنيع بدا * منك في الخلق يورد العجبا
2 3 2 2 2 3 2 3 * 2 3 2 2 2 3 1 3
وبإمكاننا عندئذ اعتباره شاهدا آخر على كسر هذه القاعدة مثله مثل شاهد الخليل الذي ذكرناه بأعلاه.
تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار
المفضلات