أعانك الله أستاذي
لا أدري كيف يبيح بعض الناس لأنفسهم التحليل والتحريم دون سند شرعي
إن موافقة أي كلام لوزن شطر من بحور الشعر لا يجعله شعرا، ومن أراد كلاما ليس فيه تفاعيل فليبحث عنه في لغة غير العربية.
وعرفوا الشعر بأنه ما كتب بقصد الشعر ولا يقل عن بيتين وفيه التزام بالقافية. وهنا تظهر خطورة من يريد إعادة تعريف الشعر بأنه أي كلام بأي قدر يلتزم تفاعيل معينة، ويلتقي على نفس الدرجة من الخطورة.
الحداثيون الذين ينطلقون بدافع خبيث
والمنغلقون معطلو عقولهم الذين ينطلقون بدافع طيب
والقرآن أنزل بلسان عربي مبين، وموافقة مقاطع أو عبارات منه لوزن ما من أوزان الشعر لا تجعله شعرا. وافتعال هذه المشكلة التي لا ترد ولو خيالا في ذهن أي مسلم أمر عجيب.
جاء في كتاب ميزان الذهب في صناعة شعر العرب للسيد أحمد الهاشمي :
نظم الشهاب أوزان البحور الستة عشرة السابقة فقال – وأقتطف أمثلة على بعض البحور :
الطويل:
أطال عذولي فيك كفرانه الهوى = وآمنت يا ذا الطي فأْنس ولا تنفرْ
فعولم مفاعيلن فعولن مفاعلن = فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرْ
البسيط:
إذا بسطت يدي أدعو على فئة = لاموا عليك عسى تخلو أماكنهم
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن = فأصبحوا لا تُرى إلا مساكنهم
الكاامل:
كملت صفاتُك يا رشا وأولو الهوى = قد بايعوك وحظهم بك قد نما
متفاعلن متفاعلن متفاعلن = إن الذين يبايعونك إنما
الخفيف:
خفّ حمل الهوى علينا ولكن = ثقّلته عواذلٌ تترنّمْ
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن = ربنا اصرف عنّا عذاب جهنّمْ
ولم يسمع أحد يكفر الشهاب.
إن وضع الدين في إطار الهوى دون دليل أو برهان أمر في غاية الخطورة ولا يقلل من تلك الخطورة نبل المقصد.
من لأمة يحث دينها على التفكّر وهي تحجر على التفكير باسم ذلك الدين.
المفضلات