فبالإمكان استحداث ما يمكن شرط أن تتقبله الآذان الحرة وصفاء القلوب”، وقد ترجم هذا الفتح العَروضي في بيت من الشعر كان شاهداً على “بحر المهزّج” وهو مما ابتكره:
هل أتى حديثٌ في القوافي مستنهضاً ...... أم أتاكَ نهيٌ عن عروضي مُسترفضا
وهذا ما جرى عليه قلمه فاستشهد لكل بحر جديد ببيت شعر، ولأن البحور مستحدثة فإن الشاهد كان من نظمه مع شروحات للأديب شبّين، وفي حقيقة الأمر أن الكرباسي تعامل مع التفعيلات كما يتعامل الإنسان مع العجينة لها أن يشكلها كيفما يشاء بما يعجب الناظر دون أن ينقص من وزنها أو حجمها وهو بذلك يفتح الآفاق أمام الأدباء والشعراء وبخاصة الراغبين في معرفة هندسة العروض بعامة وقواعد الشعر العربي بعامة، ولذلك لا يرى الأديب الجزائري شبّين بُدّاً من الإقرار أن الكرباسي بما جاء به في هندسة العروض من جديد لم تستوعبه ذاكرة التاريخ في شعرنا العربي: “فحق أن يُلقَّب بالخليل الثاني اعترافاً بعبقريته في تحديث هذا العلم، والخروج به من دائرة الإنغلاق، والسمو به إلى أفق الإنفتاح، شارحاً للناشئة معالمه وفصوله، باسطاً بين أيديهم مفاتيح فهمه، وأشرعة الغوص في بحار معانيه”.
ويختلف عدد البحور من دائرة إلى أخرى، وتراوحت بين الإثنين والإثني عشر، فعلى سبيل المثال فإن الدائرة الأولى المسماة “المتفق” ضمت بحرين، و”المجتلب” ثلاثة أبحر، و”المترابط” أربعة أبحر، و”المختلف” خمسة أبحر، و”الملتبس″ ستة أبحر، و”المتجافي” ثمانية أبحر، و”المتناثر” تسعة أبحر، و”المتناسق” عشرة أبحر، و”المشتبه” اثني عشر بحراً.
ومن إبداع الكرباسي في شواهده، أنه تفنن فيها كأن يكون البيت خال من حرف أو مجموعة حروف، من قبيل شاهد “بحر التابع″:
رستْ سفنُ النجاة على آل الرسول الأمجد....... فشعَّ على الملا بسنا نور الإله الأوحد
************
بناء على ما درسناه في الرقمي أستاذنا العزيز , وأهمية الفصل مابين الوزن والبحر وان الحكم هنا الإيقاع وسلاسته واستساغته في الأذن وبعض دراسات بنيناها على ذلك, , وخوفا من ان يعبث جديدوا العهد بتلك البحور فيعقتدون ان الامر متاحا على عواهنه. اتمنى أستاذنا ان نتناول كعادتك كل بحر على حدا وندرسه جيدا لرفع الحجة ووضع الضوابط ,مادمت قدمت وعرضت الأمر هنا ,ونرى تقاطعه مع البحور المشابهة لاستنتاج ما يمكن استنتاجه طبعا.
فبحر المهزج وقبل تحليله نجد فيه بعض ثقل على الأذن.أما الذي بعده وهو التابع يدفعنا لتحليله ومعرفة تقاطعاته مع البحور الاخرى لرفع الحجة والببان:
رستْ سفنُ النجاة على آل الرسول الأمجد....... فشعَّ على الملا بسنا نور الإله الأوحد
رستْ /س/فنُ ن/نجا/ة /على/ آ/ل ر/رسو/ل ل/أم/جدي....... فشع/ع /علىل/ ملا /ب/سنا/ نو/ر ل/إلا/هل/أو/حدو
3 1 3 3 1 3 2 2 3 2 2 3=3 1 3 3 1 3 2 2 3 2 2 3
مرور اولي مع التحية مع جل الاحترام للجميع.
المفضلات