الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شمس الحريه
القرآن الكريم يساعد علي معرفة اين مواقع التقطيع وبالفعل يساعد ومن القرآن نتعلم
ولم نقطع الايات لايقاعها كما ظن البعض .. اليس كذالك؟
الأخت الأستاذة شمس الحرية
" ورتل القرآن ترتيلا " صدق الله العظيم
ألتمس لك العذر في تحفظك، فقد شاع هذا التحفظ درء لصفة الشعر عن القرآن، ولا أدري كيف تقوم عند مسلم شبهة تشبيه القرآن بالشعر كلما ذكر الإيقاع أو الموسيقى في معرض ما نجده من جمال قرآني. بعد قوله تعالى " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " وبعد تمييز الأمي والطفل بين القرآن والشعر.
إليك هذه المقتطفات:
1- الدكتور طارق سويدان :
http://www.islamiyyat.com/quran-magic3.htm
ونلاحظ التنغيم في
إيقاع القرآن. الله تعالى يعدّل بعض الألفاظ ويغيّر في طبيعتها وتبقى عربية فصحى لكن كنا نتوقع كلمة فتأتي بصورة تغيّر لصورة أخرى لأجل المحافظة على الإيقاع والوزن. يقول تعالى (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) الشعراء) لو أردنا نحن أن نكتب هذا الكلام بلغة عربية فصيحة لقنا: الذي خلقني فهو يهديني ، يسقيني، يشفيني، أما في القرآن فخطف الياء وما زالت الكلمة عربية فصيحة (يهدين، يشفين، يسقين) لكن خطف الياء استدعاه الوزن والقافية لأنها تؤثر بالنفس بشكل أكبر عندما تخطف الياء فسبحان الذي أنزل القرآن وجعل كل حرف يخطف او يوضع لأجل تأثير.
2- من رسالة دكتوراة ( د. عبدالله الجيوسي )
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8283
الفصل الثاني:
إيقاع القرآن وأثره النفسي
3- عن تعبير موسيقى القرآن
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=220620
اقول ان النغم او الموسيقى على حد تعبير سيد يرحمه الله قد عرفه الاقدمون من مدارس البلاغة الاسلامية منذ القدم ولكن المشكلة لديهم هي المصطلحات النقدية التي تفي بالغرض.... واي متعمق بدراسة النقد يصطدم بشح في مصطلحات الدراسات الصوتية ليس للحروف بل لمجموعها كالكلمة وما تؤدي اليه من معنى من خلال ما تحدثه من صوت في ذهن السامع فما بالك بالجملة.... نعم الاقدمون قد كفونا هم الحروف من خلال مدارس التجويد وبتفصيل لا زيادة عليه تقريبا ولكن بقي الكلمات والجمل عندما تتركب مع بعضها البعض مما يجعل الناقد في حيرة من امره...... ايخترع من نفسه مصطلحات تعينه في فهم هذه الكلمة وهذه الجملة وافهامها لغيره مما يوقعه كثيرا في الاخطاء القاتلة او يظل على علم الاقدمين وتوصيفاتهم المعممة كقولهم كلمة سلسة وحلوة وخفيفة وثقيلة وغيرها مما يشي بشيء من التعميم دون التفصيل واختصارا للوقت سأضرب على ذلك مثال لتتبين الموسيقى المقصودة في كلام سيد يرحمه الله
خذ مثلا قوله تعالى في سورة هود ( وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويسماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ) لقد وقف دارسي البلاغة امام هذه الاية مبهورين لجمالها ودقتها في توصيف الحال ولو رجعت الى كتب الاقدمين والمحدثين على حد سواء الا ما رحم ربي ستجدهم لا يغيرون كلام شيخهم واما م البلاغة عبد القاهر الجرجاني يرحمه الله ومع ذلك ستجد كلامه عبارة عن انبهار دون الخوض في التفاصيل لقلة كما قلت المصطلحات النقدية ولان دراسة النصوص من الناحية الادبية من اصعب الاشياء ولا يعرفها الامن ابتلي بها فمن اين سيبدا فالنص عادة لا يطاوعك في كشف تجلياته من اول وهلة وستظل تدور حول هذا النص الساعات ثم الساعات وتمضي الاوقات دون ان تجد لك بابا لتلج من خلاله ولذلك نشبه النص بالبيضة التي تبحث فيها عن خرم لترى ما بداخلها دون ان تكسرها وهذا من شبه المستحيلات
ساقف فقط عند قوله تعالى ( واستوت على الجودي ) ليتكشف لنا هذا النغم المساعد على ايضاح الصورة المراد توصيلها للمستمع وكأنه يشاهد الحدث بعينيه بل بأذنيه ويعيش حالة اصحاب السفينة بل يرى ويسمع ربما اصوات لم يسمعها اصحاب السفينة انفسهم فان المشاهد لاي فلم وثائقي او سينمائي يعرض لنا صوت ارتطام السفينة او غواصة بشعب او جبال مرجانية مثلا داخل البحر ويأتي بالكاميرا من داخل البحر وما ان تسمع صوت هذا الارتطام حتى تقفز الى ذهنك هذه الكلمة ( الجودي ) لقد بحث المفسرون عن الجبل المسمى بالجودي واتعبوا انفسهم ليحددوا مكانه ولكن الناظر لاستخدام القران لهذا الاسم ليدرك تماما دقة اختيار مثل هذا الاسم فيما يحمله من حروف تتركب مع بعضها البعض لتبين لنا هذا الصوت الرهيب الذي حدث اثناء ارتطام هذه السفينة الكبيرة والتي كانت تحمل من جميع الحيوانات زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن
ان الجيم بصريرها وحفيفها بين اللسان وتجويف الفم الاوسط ليشي باول هذا الاحتكاك بعد ان خف الماء وبدات السفينة تترنح للاصطدام بالصخور ثم تأتي هذه الواو لتزيد هذا الحفيف وتمده برهة من الزمن ومن ثم ياتيك الاصطدام عن طريق الدال وهي حرف كما يقال انفجاري بل هي من اقوى الحروف الانفجارية ليسمعك هذا الاصطدام المدوي من داخل البحر ثم الياء والدالة على السفول مع المد لدلالة قوة الصوت وكانه صوت بندقية اطلقت ( دي ي ي ) مع الدلالة على سفول الصفوت لسفول الفم وانكساره عند نطقها وامتداده وبخاصة اذا وقفت على هذه الكلمة
افهمت اخي هذا ما يطلق عليه في التصوير السينمائي ( الموسيقى التصويرية ) أي الموسيقى التي تصاحب المشهد لزيادة التأثير في المشاهد من خلالها فمع الصورة يأتي صوت الموسيقى او النغم ليزيد المشاهد انسجاما ويقينا بحضور هذه الصورة وقربها منه
انا لا استطيع ان اقول ان سيد يرحمه الله قال هذا في تفسيره بل هو مقل يرحمه الله في تأصيل هذه المسألة لانها تعتبر ايضا من العلوم الحديثة والبارزة بقوة الان في دراسة اصوات القران المستخدة والكلمات الشعرية في القصائد سواء القديمة اوالحديثة فالنص الادبي يبقى ثريا للناقد مهما تباعدت الازمان على اول خروج له
واقول ان سيد قطب يعاب عليه عدم تأصيله لهذا العلم كما رايت في المثال لكن يرحمه الله كان من اوائل من اشار اليه بكثرة في الظلال بروح المتذوق وليس بروح الاكاديمي الذي لابد ان يتكأ على المصطلحات ويطالب بالدقة في كل ما يقول
ومن البارزين فيه ايضا مصطفى صادق الرافعي وهو ادق من سيد في كتابه اعجاز القران وارجع ايضا لبسط هذه المسألة في رسالة ما جستير للدكتور احمد ياسوف ( جماليات المفردة القرانية ) ومن الاقدمين ابن الاثير في المثل السائر وغيرهم
4- الإعجاز في النغم القرآني:
http://www.makkawi.com/forum/showthread.php?t=3800
و إن هذه الموسيقى الداخلية لتنبعث في القرآن حتى من اللفظة المفردة في كل من آياته ، فتكاد تستقل ـ بجرسها و نغمها ـ بتصوير لوحة كاملة فيها اللون زاهياً أو شاحباً ، و فيها الظل شفيقاً أو كثيفاً . أرأيت لونا أزهي من نضرة الوجوه السعيدة الناظرة إلى الله ، ولونا أشد تجهما من سواد الوجوه الشقية الكالحة الباسرة في قوله تعالى : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {23} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ {24} تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ {25" سورة القيامة . لقد استقلت في لوحة السعداء لفظة " ناضرة " بتصوير أزهى لون و أبهاه ، كما استقلت في لوحة الأشقياء لفظة " باسرة " برسم أمقت لون و أنكاه .
المصدر :
دراسات حول الإعجاز البياني في القرآن الدكتور المحمدي عبد العزيز الحناوي
إعجاز القرآن البياني الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ
5 - عن أحمد حميد الله:
http://www.moaser.net/vb/showthread.php?t=2457
قابلت في الستينات أثناء الدراسة في بيروت عالما مسلما من الهند يتحدث الفصحى واسمه (أحمد حميد الله ) وكنا نمشي سوية عندما سمعنا آخر يحدث صاحبه مستعملا كلمة (إيش)، قلت له (هذه عامية أصلها أي شيء) فقال (وردت في حديث عن الرسول عليه السلام) وقد فاجأتني قدرة الرجل اللغوية ولم أخف ذلك عنه. فقال لي إنه ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية. وتطرق الحديث إلى جمال العربية وموسيقيتها فقال لي إن موسيقارا فرنسيا أسلم لما وجده في تلاوة القرآن الكريم من إعجاز موسيقي واسم ذلك الشخص بعد إسلامه (عبد الله جيل جليبر ) ولا زالت تلك القصة والإسمين محفورات في ذهني، ولا زال يحدوني أمل بالاستقصاء في هذا الباب دون خوف من اتهام إلصاق صفة الشعر بالقرآن فما القرآن بشعر. بل لعلنا نكتشف من خلال استقصاء هذا الجانب أبعادا أخرى إضافة لما نعرفه من معنى قوله تعالى :" وما علمناه الشعر وما ينبغي له."
يحدوني الأمل لإثبات أن كافة جماليات الشعر والغناء والموسيقى لا تعدو أن تكون مفردات بسيطة في سفر جمال القرآن الكريم، ولا بد من الإحاطة بالمفردات لقراءة السفر إحاطتنا بالمفردات الأخرى من علوم النحو والبلاغة والتفسير بل والعلوم الحديثة.
يرعاك الله.
المفضلات