زكية فطاني : ردا على سؤال عابر : هل جف شعرك فما عدت تكتبين ؟

قد سألت اليوم عن شعري .. بماذا
……………………… قد يجيب الشعر أو ماذا يقولْ !!
إنني ناديته كي يعـــــــــــــــود الآ
……………………… ن عودا أحمديا لا يـــــــــــــــزولْ
كان يلهو في وريد القلب حـــــــــــرا
……………………… كالفراشات التي تهوى الفصولْ
برعما أخشى عليه البرد إن جاء الشتا
……………………… أو حل صيف قد يطــــــــــــــــــولْ
كالوليد الغض يحيا في دلال
……………………… كالندى الغافي على ورد الحقولْ
كانبلاج الصبح يبدو خيطــــــــــــــــه
……………………… كلما ودعت أمسا كالطلــــــــولْ
آه . . يا شعري فماذا قد جرى
……………………… غابت الأوتار أم غاب الدليــــــلْ !
مذ تحملت المآسي مرغمــــــــــــا
……………………… لم يعد للحرف ظل أو ظليـــــــــلْ
حتى غدا نحتا بصخر جلمـــــــــــــد
……………………… خالي النغمات من هم ثقيــــــــلْ
لا تقل : جفت ينابيع المنــــــــــــــــى !
……………………… زال ضوء الشمس قد جاء الأصيلْ
لا تقل : ماتت بكفيك الرؤى !
……………………… لا يموت القلب من جرح يسيـــــلْ
قد يغيب الشعر عاما كامــــــــــــــلا
……………………… ثمْ تقول : العود بات المستحيلْ
هجره هجر جميل قــــــــــــــــــــادم
……………………… بالمساءات التي تروي العليلْ
يطرب الدنيا بعزف ســـــــــــــاحر
……………………… يسرج الأحداق في الليل الطويلْ

قصيدة سلسة للغاية ، موسيقاها عذبة ، لا نشاز فيها ،
قصيدة جميلة بحق .
لا تعقيد و لا صور تحتاج معها إلى من يعبر الرؤيا و يفك الأحجيات و الألغاز .
و الله جميلة بكلماتها الشاعرة و صورها البسيطة و الرائعة بعيدة عن تقعير المتقعرين .
والله ما من جمال في الصور السرابية ، التي يمتطيها بعض المتشاعرين تحت مسمى الحداثة .
أحب أن أستمتع بصورة فوتوغرافية لنهر يجري خلال غابة السنديان ، أو صورة لقلل الجبال عليها عمائم الثلوج ،
او ليمامة تتجشأ الطعام في أفواه فراخها بين أغصان أيكة وارفة الظلال ، ملتفة الأفنان مخضرة الأوراق ، أصلها في باطن الأرض و فرعها يعانق النسيم في السماء .
أبدا لا تعجبني صورة لكائن خلاسي ، بثلاثين يد , وأنفان ، و ذيل بقرة ، وأذني حمار ، ويركب فرسا له أنياب ، وأربع عجلات , وبطارية مربوطة إلى كلكله ، صور لا يفهما إلا صاحبها ، ويصفق له ويمجده من لا علاقة لهم لا بالشعر و لا بالنثير ، سبحان الله !!!!!!! بل نراهم في كل ساعة يبيضون قصيدة كما قال أحد الأصدقاء .
ما هذا ؟؟؟؟أهذا هو الفن أهذا هو الأدب ؟ أوْ هكذا خـُـطط له ليكون !!!!!!!!
عذرا أختي الكريمة على هذا التطفل على صفحتك الجميلة ، إن صدري ضاق بما يختلج فيه و ما يجيش فيه من مشاعر تجاه أمتنا التي يرثى لحالها : آخر الترتيب عالميا في التعليم ، في الصناعة ، في التجارة ، في الاقتصاد .............................
ولم يبق في الحساب إلا ثابت اللغة ، فهاهم له بالمرصاد ، جعل الله كيدهم في نحورهم .
كتبت فأبدعت أستاذتي .
كل المودة الأخوية و كل التقدير و الاحترام .