الجزء الثالث

الفقرة أعلاه تضمنت ما يلي

1- الوزن فعولن
2- المصطلحات العروضية من زحاف وعلة التي أوصلت لهذا الوزن
3- فرض مفهومه بأن اختلاف تسمية هذه المصطلحات تعبير عن الإيقاع الموسيقي الذي أراده الخليل والذي لا تعبر عنه إلا نظرية النبر لدى أستاذنا القائمة على مد السبب السابق للوتد المجموع.
4- سوق طائفة من أسماء العروضيين الأجانب بشكل يوظفهم في تأييده.
5- الخلوص إلى أن الرقميين سخطواا العروض
6- الجزم بوجود لغز يعجز عنه الرقميون
7- الختم بالأنبياء والرسل عليهم السلام وثبات الناس على رسالاتهم من بعدهم.


وفيما يلي ردي على ما أثاره أستاذنا:

2 ــ تعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب الطويل والهزج ( المحذوف)\وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لتفعيلة المتقارب ( السالمة من الزحاف(
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب المنسرح والسريع ( المخبون)
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب الرجز ( المخبون المقطوع)
وتعطي الأرقام ( 3 2 ) لضرب الوافر ( المقطوف)



وهل أخطأ الخليل وأصاب الرقميون في التفريق بين هذه الأضرب إيقاعياً , وأصاب الرقميون ــ في شمولية الرقمي ــ بتوحيدها في رقم واحد وهو ( 3 2 )

النعي على الرقمي توحيده الرمز شكلا في 3 2 وهذا ذاته في الرقمي والتفاعيل ( وتد حقيق أو ظاهري + سبب ) تكون أحيانا فعولن أو علاتن أو سوى ذلك، والذي عمم فعولن هو التفعلي عندما دعى فعولن كلا من

مفاعي في ضرب الوافر
مفاعي في ضرب الكامل
متفعل في ضرب الرجز

وليس الرقمي بدعا في توحيد التعبير عن الشكل.
**
بتوحيدها في رقم واحد وهو ( 3 2 ) أي أن الوتد المجموع , يقع في أول هذه التفاعيل من غير إدراك للخطأ الذي وقعوا به
32أولها وتد وأما 3 2 فهي 3 2 = 1 2 2 فأولها سبب مزاحف وهذا الوتد 3 ظاهري وليس حقيقيا ، ولا تصدق ( خشان الغول ) فيما يزودك به في هذا المجال. وهذه المعلومة من مبادئ الرقمي.
**
وإن ( 3 2 ) تختلف في وزنها الإيقاعي الموسيقي من ضرب إلى آخر , حتى ولو ابتدأت بالوتد المجموع , فقد يكون وزنها ( ثلاثي المقياس ) في المتقارب , أو قد يكون وزنها ( رباعي المقياس ) كمحذوف الطويل والهزج , ولا يصح أبداً أن نجعل لها رقماً واحداً مهما كانت الأسباب
من شأن تحليل هذه الفقرة أن يوضح تداخلا كثيرة فيها
يعترف أستاذنا أن الخليل استعمل شكلا واحدا هو ( الوتد بنوعيه الحقيقي والظاهري + سبب ) لكل هذه الضروب التي رآها مختلفة وعمم فعولن للدلالة على غير فعولن في بعضها، ويعيب على الرقمي استعماله هذا اللفظ. قيقول : ولا يصح أبداً أن نجعل لها رقماً واحداً مهما كانت الأسباب [ يقصد 3 2]. وهو هنا يخلط بين الشكل الذي هو واحد في التفاعيل وفي الرقمي وبين المضمون الذي يراه مختلفا في كل منهما.

المضمون والوظيفة فيما يخص فعولن = 3 2 ثلاثة أقسام حسب الشخص
1- ما يخص الشاعر، فكل ما يهمه أن الوزن هو فعولن سواء كانت 3 2 أو 3 2 ولا أهمية البتة للمصطلحات بالنسبة له. بل الأمر بالنسبة للشاعر النبطي أنه (هها ها) أو ( ههم هم )

2- ما يخص العروضي هناك طريقتان طريقة التفاعيل وما يكتنفها من تعابير عن الزحاف والعلة وطريقة الرقمي في التمييز بين 3 2 أو 3 2 التي أراها مغنية عن المصطلحات الناجمة عن التفاعيل التي قال فيها الدكتور أحمد عبد المجيد محمد خليفةفي كتابه (في الموسيقى الشعرية) حين قال: "حتى أننا لا نعرف علما من العلومالعربية والإنسانية، قد اكتظ بغريب المصطلحات وجفافها، كما اكتظ بها عروض الشعرالعربي وقافيته، ......... كل ذلك دفع الكثيرين إلى الإعراض عن تعلم العروضوالتنفير منه، وإظهاره في صورة بغيضة وثقيلة، لا تتمشى معه طبيعة الشعر وما فيه منجماليات."
ولا أرى أن المعرفة العروضية اللازمة لوزن الشعر تتطلب أية معرفة بالموسيقى أو النبر أو الإنشاد، وهذه أمهات كتب العروض التفعيلي التي منها فهم الناس أوزان الشعر لا شيء فيها من ذلك. فجهل العروضي بالنبر أو الإنشاد لا يعيق معرفة أحكام الوزن.

3- ما يخص النابر أو المنشد الذي – حسب مواصفات أستاذنا – يجب أن يكون متبحرا في علم العروض لينفذ إلى موضع السبب الخفيف السابق للوتد المجموع كي ينبره، وهذا يتطلب معرفة تفاصيل الزحاف والعلة، وهكذا فإن العروض أمر مؤثر والإنشاد أو النبر أمر متأثر أو قل إن العروض سبب والنبر أو الإنشاد نتيجة، فإن النتيجة هي التي تتأثر بالسبب والسبب لا يتأثر بالنتيجة. والحال في هذا كالشيء وظلة، فالعروض هو الشي والنبر- حسب مفهوم أستاذنا – ملتصق بالسبب الخفيف السابق للوتد، يتبعه أنّى اتجه ولا يفارقه، والقول بتأثر العروض بالنبر – حسب مفهوم أستاذنا – كالقول بتأثر الشيء بظله.
وأنا في كل هذا أقيس الأمور بمقياس أستاذي وهو فهمه للنبر وتحديده له، أي أنني أنقض قوله بمعطياته هو. ولا أتعرض لصحة ذلك المقياس وتلك المعطيات ، علما بأني لا أرى رأيه في النبر.

وأيا ما تكن النتيجة في حواري وحواره حول النبر فلا أرى لها أي تأثير على العروض.
**

تعطي الأرقام ( 3 2 = فعولن = مفاعي ) لضرب الطويل والهزج ( المحذوف)\وتعطي الأرقام ( 3 2 = فعولن ) لتفعيلة المتقارب ( السالمة من الزحاف(
وتعطي الأرقام ( 3 2 = فعولن ) لضرب المنسرح والسريع ( المخبون)
وتعطي الأرقام ( 3 2 = فعولن ) لضرب الرجز ( المخبون المقطوع)
وتعطي الأرقام ( 3 2 = فعولن ) لضرب الوافر ( المقطوف)



هل الرقم ( 3 2 ) ـــ شيخ هذه الأرقام ـــ قام مقام ( المحذوف والسالم والمخبون والمقطوع والمقطوف ؟ ) إيقاعياً ؟, وهل غاب هذا العمل عن ذهن الخليل ليفعله ويريح نفسه؟

ولماذا اهلك الخليل نفسه في تفسير هذه الظواهر الإيقاعية ؟
هل جاء بها عبثاً ؟؟ أم هي لفكرة موسيقية ينبه بها المنشد أن يتجه إلى أصل التفعيلة التي تختزن بالإيقاع الصحيح لكل بحر عند الإنشاد الشعري للقصيدة ؟


على ضوء ما تقدم من أن :" أيا ما تكن النتيجة في حواري وحواره حول النبر فلا أرى لها أي تأثير على العروض." إلا أن يرى أستاذي غير ذلك ويقدم برهانه عليه، أقول :
لماذا يوجه السؤال للرقمي ولا يوجه للخليل ؟ الذي جعلها جميعا من وتد ظاهري أو حقيقي وسبب وعمم اسم فعولن على كثير منها؟

أما تتبع الأصل العروضي ل فعولن 3 2 فقد تقدم القول فيه وأما في إطار النبر والإنشاد واعتماه على العروض والزحافات والعلل فإني أتمنى أن ألمس أو أفهم الفرق بين الأصناف المختلفة لفعولن كما يطرحها أستاذنا مع دوام التذكير بأن هذا لا يؤثر على العروض بل هو درس في الإنشاد.

يقول أستاذنا : أن الخليل فرّق بين هذه الأضرب إيقاعيا . نسأل أستاذنا كيف ؟ إنه يرى أن اختلاف المصطلحات التفعيلية هو تعبير عن الاختلاف الإيقاعي كما تحدده نظرية النبر لدى أستاذنا، وهكذا يستمد دعم نظريته من ذاتها بل ويوحد بين نفسه والخليل فيستشهد بالخليل على صحة النبر هكذا.

إن الافتراض – جدلا - أن هذا يؤثر على العروض يضاعف من مسؤولية أستاذنا عن توضيح الأمرين : أ - تأثر الإنشاد بالعروض ، ب- تأثر العروض بالإنشاد

مادة كل كتب العروض شواهد من الشعر وإذا كان لنظرية أستاذنا من علاقة بالعروض فإن المأخذ عليه هو حديثه بالمطلق دون أن يطبقه على الواقع . وللسائل أن يسأل لماذ يكاد كل ما كتبه عن نظريته يخلو من الشواهد الشعرية الموضحة. هل من تفسير لهذا في نظرية يراها صاحبها ذات علاقة بالعروض .