مبضع الجَــرّاح
في السّالميّة.. ما تركتُ للحظةٍ=شُبّاكَ أحلامي و بابَ صباحي
ما كان يعنيني و يومي مشرقٌ=نومُ الشموعِ و غفوةُ المصباحِ
لاحقتُ أسرابَ السنونو والقطا=و مشيتُ تحتَ سنابـلِ التفّاحِ
حلّقتُ ما بين الجبالِ الى الذّرى=حتى تبلـلَ بالغيـوم جناحـي
في السّالميّة.. عندما حَكَمَ القضا=أطلقتُ مِنْ أسرِ الغرور سراحي
و رجعتُ لا أمّي هناك و لا أبي=بل لطمُ أمواجٍ و عصفُ ريـاحِ
و الناسُ بعد اللهِ مَنْ لسفينهـم=إلّا الشراعُ و حكمـةُ المَـلّاحِ
فارقتُ أوهامي و بعتُ مطيتـي=و هجرتُ كلّ منازلِ الأشبـاحِ
وشُفيتُ مِنْ مرضي القديم وعلّتي=في قتلِ أوجاعي وقهرِ جراحـي
في السّالميّةِ.. كـلُّ قلبٍ نابضٍ=يرتاعُ عنـد مغـارةِ السفّـاحِ
فـي السّالميـّةِ.. جنّـةٌ محزونةٌ=زهرٌ و فُـلٌّ ذابـلٌ.. و أقـاحِ
فـي السّالميـّة.. وردةٌ مقتولةٌ=بِيدِ الطبيبِ و مبضعِ الجَـرّاحِ
ماتتْ هنا أُمّي.. قِفوا واسترجعوا=لا شيءَ يكبحُ كالصلاةِ جِماحي
.
المفضلات