ومما ورد فيه تقصير الحركة الطويلة بعد هاء الكناية :
ما حج ربُّه في الدنيا ولا اعتمرا ( المخصص 7 / 76)
يكن لفسيل النخل بعده آبر ( ضرورة الشعر للسيرافي 109)
وما له من مجد تليد ( المقتضب 1 / 176)
يقول السيرافي " ومن ذل ( يقصد ضرائر الحذف ) أنهم يحذفون الواو الساكنة والياء الساكنة إذا كان قبلها ضمة أو كسرة فيكتفون بالضمة من الواو ، وبالكسرة من الياء ، سواء كانت الواو ضميرا أو لم تكن كقول الشاعر :
فلو أن الأطبا كانُ حولي *** وكان مع الأطباء الأساة
أراد كانوا ، فاكتفى بالضمة من الواو . وربما وقع مثل هذا في آخر بيت مقيد ، فتحذف الواو ويسكن ما قبلها ، كقول الشاعر :
لو أن قومي حين أدعوهم حَمَل *** على الجبال الصم لا رفضّ الجبل ْ
فهذا البيت فيه وجهان : أحدهما : أن يكون أراد " حمل " على لغة من يحذف الواو فيكتفي بالضمة ، فلما وقف سكن "
وهكذا نجد السيرافي في بداية كلامه يجعل الأمر للضرورة الشعرية ، ولكنه في نهايته ينسبه لاختلاف اللهجات .
وهذه الظاهرة نسبت لهذيل وهوازن وقيس وأسد وكلاب وعقيل .. وهي قبائل بدوية .. ومن سمات النطق عند البدو السرعة .
المفضلات