مررت بهذا الموضوع القديم فوجدت مداخلة للأخ محمد ب. لم ألتفت لها من قبل ، وفي هذه المداخلة يرجح الأخ محمد قراءة شطر بيت ابن سناء الملك على هذا النحو :
لم لا أخون و(لا أفي ) أبدا
ورأى بأن الدكتور الطويل أخطأ في النقل أو أن الطابع أخطأ في الطباعة !
ولم يخطئ الدكتور في النقل ولا الطابع في الطباعة لأني عدت للأصل المحقق الذى نقل منه الدكتور بيتيه وقد وجدت في هامشه رواية عن إحدى النسخ بقراءة ( ولا أفي ) ولكن لم يعتد المحقق بإثبات هذه القراءة في المتن .
وكنت قد رجحت قراءة البيت على الضرورة تحاشيا لكسر الوزن ولوجود أمثلة على ذلك ، وأما قراءة الأخ محمد فأظنه أراد منها تصحيح الوزن على حساب المعنى ، وإلا فكيف يستقيم للشاعر أن يجمع بين النقيضين فلا يخون ولا يفي ؟
وربما كان الأوجه ، إن شئنا أن نتجنب الضرورة ، أن نقرأ الشطر على النحو التالي :
لِمَ لا أخونُ ولِمْ أفي أبداً
وبذلك يمكننا أن نضع اللوم على ناسخ الأصل المخطوط في حذفه الياء توهما للجزم ، بينما الأداة التي قبل الفعل هي للاستفهام لا الجزم .
كل هذا حتى لا نتحدث بلغة جذام ، وعلى ذكر اللغات ترى الأخت سارة الهذلي أن القرآن نزل بلغة نموذجية هي اللغة التي كان يكتب بها الشعراء أشعارهم ، والخطباء خطبهم . فماذا نقول إذن عن ديوان الشعراء الهذليين ولماذا تكلف الرواة جمع شعرهم في ديوان واحد ؟ ثم إننا نقرأ القرآن بلسان قريش فقد قال عثمان رضي الله عنه لكتبة المصحف : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن ، فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم .
ومع ذلك فالاختلافات في القراءات كثيرة ، ولا أظن هذا الموقع مناسبا للإطالة في بحثها