كيف المآلُ إذا تكون الحال = (فقرا تبخترَ بالردى يختالُ
ملأت سحائبُ نقعِهِ ساحَ الوغى)= بالجوعِ تقضي نسوةٌ ورجالُ
هذا الضعيفُ أمامَكم مسترحما = ( والعينُ خجلى والجفونُ ثقالُ
بالأرضِ يُطرقُ والحياءُ بصمتِهِ)=يرجو النوالَ فهل لديك نوالُ ؟
هذا أبو الأيتام خلفك سائلا =(فارحمْهُ قد هزئتْ به الأحمالُ
وترنحت أفكارُه في حيرةٍ )=وأبو اليتامى دأبُهُ التسآلُ
فعساك تشفق من أليم عذابـه = ( وتزيح عنه ماجنى الإهمالُ
أقدمْ ففي الإقدامِ دفعُ مصيبةٍ)=وإذا فعلت فربنا فعـالُ
آه لأرملة تقود صغارها =(قودَ المذلةِ والعيونُ نبالُ
لم يرحمِ الناسُ الصغارَ بلقمةٍ)= والدمع من أجفانهم هطـال
آه لهـا آه لها آه لهـا = (ستظل قاصرةٌ بها الأقولُ
كانت ستملأ كونها بتأوهٍ)= لو كان يجدي آه حين يقال
ظلت تطوف على الأكف بهم وما =( حظيتْ بكفٍ بالعطا تنهالُ
ياحزنَ قلبِ المعوزين بحالِ ما)= أجداهم الإدبار والإقبالُ
حتى إذا ما الليل أقبل كاشرا = (والصيدُ في آمالِهِ الأطفالُ
لمعتْ عيونُ الغدرِ في إقبالِهِ)= متبينا من منهم يغتالُ
وجرت دموع اليأس فوق خدودهم =( بالخوف ينهشهم به التهمالُ
فينال منهم مايشاءُ بسيفِهِ )= واليأس قالوا إنه قتالُ
نظروا السماء بأعين مبتلة =( تكسو نحولَهمُ الجَلي الأثمالُ
والأرضُ تأكلُ من حفاةِ مشاتِهم)=وعلى التراب لهم فراش مالوا
فيبيت يغزو بالسموم جسومهم = (بنيوبها تتقطَّعُ الأوصالُ
والشمسُ تلفحُهم بحرِّ سطوعِها )= أما الجليد فللجلود وبال
آه لأطفال صغار أوشكت = (مما بهم أن تُضربَ الأمثالُ
فغدا يُقالُ مذمة فيما جرى)=بالجوع تقضي نحبها الأطفالُ
ماداخل القوس\ لزاهية بنت البحر
مادون القوس لشاعر الحمراء الكبير\ محمد بن إبراهيم المراكشي.
المفضلات