قال المسكين النمر {من الوافر}:
ألمّ بصحبتي وهمُ هجوعٌ ** خيال طارق من أمّ حصنِ
لها ما تشتهي: عسلا مصفّى ** إذا شاءت وحُوّارى بسمنِ

ذكر في الحاشية..
حُوارى = الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق وأجوده وأخلصه، والحوّارى ما حوّر من الطعام أي بُيّض..


وهو، أدام الله تمكينه، يعرف حكاية خلف الأحمر مع أصحابه في هذين البيتين، ومعناها أنه قال لهم: لو كان موضع أمّ حصن أم حفص، ما كان يقول في البيت الثاني؟ فسكتوا، فقال حوّارى بلمصِ يعني الفالوذ

في الحاشية : حوراى بلمص = دقيق بالفالوذ. اللمص: الفلوذ أو هو شيء يباع كالفالوذ ولا حلاوة له..
الفالوذ: نوع من الحلوى يصنع من اللوز والسكر..


ويفرَّع على هذه الحكاية فيقال: لو كان مكان أم حصن أم جَزء وآخره همزة، ما كان يقول في القافية الثانية؟ فإنه يحتمل أن يقول: حوارى بكشء، من قولهم كشأت اللحم أن شويته حتى يبس، ويقال كشأ الشواء إذا أكله. أو يقول بوزء، من قولهم: وزأتُ اللحم إذا شويته، ولو قال حوّارى بنسء لجاز، وأحسن ما يتأول فيه، ان يكون من نسأ الله في أجله؛ أي لها خبز مع طول حياة، وهذا أحسن من أن يُحمل على أن النسء اللبن الكثير الماء، وقد قيل: إن النسء الخمرُ. وفسروا بيت عروة بن الورد على الوجهين {من الوافر}:
سقوني النّسء ثم تكنّفوني ** عداة الله من كذب وزور

ولو حمل حوارى بنسء على اللبن أو الخمر لجاز، لأنها تأكل الحوارى بذلك، أي لها الحوارى مع الخمر، وقد حدّث محدث أنه رأي بسيا ملكَ الروم وهو يغمس خبزا في خمر ويصيب منه.

ولو قيل: حوارى بلزء، من قولهم: لزأ إلا أكل، لما بعد، وتكون الباء في بلزء بمعنى في.

ولا يمكن أن يكون رويّ هذا البيت ألفا، لأنها لا تكون إلا ساكنة؛ وما قبل الرويّ ها هنا ساكن، فلا يحوز ذلك..

.
.
.

فما رأي الأساتذة؟؟


دمتم بخير .. كلمات