في الرابط التالي ما يفيد من الحوار حول الموضوع والمعلومات المتعلقة به وأنقل مما كتبت ردا على أستاذي د. عمر خلوف ما يلي :
لحسن الحظ قرأت اليوم للدكتور محمد العلمي ( ص- 200) من كتابه (العروض والقافية دراسة في التأسيس والاستدراك ) :"...... وكلام الخليل في رفض هذا الاجتماع كله تعليل، وهو مكون من أقيسة منطقية ما في ذلك شك، ولكن الفرق بين عمله وعمل الأخفش أنه تعليل وقياس في خدمة الشائع من المسموع عن العرب، بينما التعليل والقياس عند الأخفش يأتي بالنادر من المسوع عن العرب لإثباته "
أرى اختلاف مقاربة كل منا اختلافا بين نهجين. لكأنه امتداد للاختلاف بين مقاربتي الخليل والأخفش .
وأنا في انطلاقتي بالرقمي في محاولة للتواصل مع ما أفترضه شمولية تصور الخليل الذي عنه صدرت جزئيات تفاعيله وبحوره فإنني أقيس نجاحي في ما أتوصل له من نتائج بمدى موافقته عروض الخليل ومنطقه. وقد أثلج صدري ما ذكره الأستاذ محمد العلمي من تحديد منهجين
الأول : تعليل وقياس في خدمة الشائعمن المسموع عن العرب
والثاني : يأتي بالنادر من المسوع عن العرب لإثباته
وأولهما نهج الخليل الذي نرى بصماته واضحة في النحو العربي كذلك وما اقتضاه ذلك من عدم الأخذ بالنادر أو الشاذ في التقعيد. واتصاف شمولية التقعيد بأنها ( تعليل وقياس ) يقتضي أن تكون مادتها (الشائع).
إن امتلاك رصيد ضخم من الشواهد الشعرية ثروة ومقاربتها بنهج الخليل تقتضي فرز الشائع من النادر وهنا يكون لشمولية التقعيد مجال.
وثانيهما نهج الأخفش الذي بموجبه يغدو كل بيت مرجعا يؤخذ به ويقاس عليه والمساواة في ذلك بين النادر أو الشاذ والشائع. وهكذا يتسع إطار التناول لدرجة يصبح أقرب إلى وصف الواقع منه إلى التقعيد ، ويجعل من كل شاردة قاعدة .
فمن قصيدة للأعسر الضبي ( شاعر جاهلي ) على أحذ الكامل جاء قوله:
فوقفتَ تسألُ هامداً كالكحْــ.....ـل بينَ جواثم ٍ حُلْس ِ
وجدت البيت بهذا النص في الموسوعة الشعرية وهنا احتمالان لخطإ في الرواية أو النقل
فثمة جزء مفقود هو ( مُتَفا ) فإما أن يكون البيت :
فوقفتَ تسألُ هامداً كالكحْــ.....( متفا) ـل بينَ جواثم ٍ حُلْس ِ
أو
فوقفتَ تسألُ هامداً ( متَفا)..... كالكحْـل بينَ جواثم ٍ حُلْس ِ
وربما كان أصل البيت على سبيل التمثيل لا التحديد
فوقفتَ تسألُ هامداً ( خَلِقًا)..... كالكحْـل بينَ جواثم ٍ حُلْس ِ
**
ولعمارة بن عقيل ( ت – 239 هـ ) :
عزّ الهدى بكَ بعدَ ذلّتِهِ ** والكفرُ ذلَّ فما به نغْضُ
شطران يومُكَ للندى بعضٌ** والمكرماتِ، وللردى بعضُ
وهنا فإني أعتبر البيت الثاني مصرعا ( وبعضُ ) غير منونة، شأنه في ذلك شأن مطلع القصيدة :
عصر الشبيبة ناضِر غض ** فيه ينال اللين والخفض
شطران يومُكَ للندى بعضُ** والمكرماتِ، وللردى بعضُ
والقصيدة من 59 بيتا كل أعاريضها عدا هذا البيت الذي سقط منه شيء ( متًفا = 1 3 )
وهذا الشاعران ممن يصح فيهم معيار أستاذنا أبي رويم في اعتماد شعرهما مرجعا. ومن حق من يلنزم بمنهج الخليل أن لا يعتد بما جاء بعد الخليل ( ت 170 أو 175 هـ )
وكمعظم قصيدة ابن السيد البطليوسي ( ت 529 هـ) مادحاً ابن لبون:
قمْ نصطبحْ من قهوةٍ بكْر ِ ** حتى نُرى صرعى من السُّكْر ِ
أنُفٌ تناساها الورى حتّى ** لم تَجْر ِ في بال ٍ ولا ذكْر ِ
فترى الدنانَ وما حوتْ منها ** كجوانح ٍ طُويَتْ على فكْر ِ
وهذا شاعر متأخر نسبيا.
وكملتزم بنهج الخليل لا أرى قول الأخفش حجة على الخليل. على أني أميز هنا بين ستة مراتب من النصوص
أ – ما ذكره الخليل وتأكد وجود شواهد عليه من شعر العرب الذي ارتضاه وهذا لا غبار عليه
2- ما ذكره الخليل من أوزان ليس للعرب عليها شعر، ويبدو شاهده مفصلا عليه :
وذكروا أنهم لقيهم رجل ..... فأخذوا ماله وضربوا عنقه
وكذلك كف مستفع لن في الخفيف وشاهده:
يا عمير ما تظهر من هواك .......... أوتجن يستكثر حين يبدو
ونفى د. مصطفى حركات ورود هذا الزحاف في واقع الشعر
أقول إن هذا الصنف هو دون الصنف الأول في موثوقيته والشعراء لا يأخذون به .
3- ما جاء على ( أبعاض ) أوزان بحور الخليل ولم يذكره الخليل ومن ذلك ما تفضلتَ بذكره من المستدركات التي تشتق من بحوره وتلتزم قواعده في الوزن والقافية وجلها أو كلها بعد الخليل فإن تعارض شيء منها في ذلك مع قواعد الصنف الأول قدمت قواعد الصنف الأول عليها
4- ما جاء به الأخفش مما خالف به الخليل وللعروضي والشاعر الخيار في موقفه منه.
ومما جاء في كتاب الأستاذ محمد العلمي من آراء الأخفش قوله ب فاعلن في ضرب البسيط وشاهده لديه :
وبلدة قفرة تجري الرياح بها .......لواغبا وهي ناءٍ عَرضها خاويةْ
قفر عقامٌ ترى النعاج بها ......يروح فردا ويلفي إلفه طاويةْ
5- ما جاء حسب منطق عروض الخليل. وأقصد بذلك وفق القواعد والتوصيفات العامة التي يحاول واضعها تأطير رؤية شمولية لفهمه لنهج الخليل ومن ذلك ما أثبته أستاذنا سليما أعلاه، وما جاء في الرقمي من صياغات عامة. فكل وزن نتج عن ذلك ذلك وخرج عن صور الخليل فلا يعتبر شعرا بغض النظر عن مدى سلاسته بل نعتبره من الموزون.
6- سوى ما تقدم فهو من الموزون وبعضه يضعه أصحابه خبط عشواء ويحطمون فيه الخليل وأسس عروضه. ومن شاء أن يطلع على شيء من ذلك فليلق نظرة على الرابط :
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah
والله يرعاك.
المفضلات