لما لم يكن هذا البحر داخلا في دوائر الخليل ، مع قرابته الشديدة للمقتضب ، فقد سميته بكتابي
" في نظرية العروض العربي " المقتضب القصير . ويبدو أن أول من نظم عليه هو البارودي في قوله :
املأ القدح .........واعص من نصح
وارو غلتي............... بابنة الفرح
ثم تابعه شوقي بالأبيات التي ذكرها الأستاذ خشان .
وقد جرى أول تطوير لهذا البحر على يدي ا لشاعر الغنائي محمد علي أحمد في قوله :
جئت من طريقْ ........... بحره عميقْ
يسلب النهى ................سره الغميقْ
وربما كان هذا يمهد للشكل الذي حور فيه خشان أبيات الشاعر عمر الحمدان على هذا النحو :
لو أردت يوما ............يا أخي العظيما
أن أقول شعرا...............فيك أو أهيما
فزاد النسق الإيقاعي في كل من العروض والضرب سببا كاملا . وقد أشرت في هذا الكتاب إلى ملاحظة كنت وجدت لها اطرادا في بعض الأوزان بقولي :
" كما يمكن لبعض الأنساق التي تنتهي بالوتد زيادة السبب الخفيف في الضرب ، وقد لوحظ ذلك في الكامل والمتدارك والرجز " .
وعليه يمكن تحوير بيتي خشان على النحو التالي :
لو أردتها...........يا أخي العظيما
أن أقولها..............فيك أو أهيما
لتكون أكثر انسجاما مع القاعدة . فما رأيكم ، دام فضلكم
تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار
المفضلات