السلام عليكم
أبيات في غاية الرقة للشاعر علي بن المقرب العيوني , أرسلها لابنه المسافر يبثه فيها شوقه وحنينه إليه , ويطلب منه العودة إلى بلده , يقول :
بُنَيَّ مُذ غِبتَ عَن عَينَيَّ ما عَرَفَت = غمضاً وَلا بِتُّ إِلّا ساهِراً دَنِفا
وَلا سَمِعتُ بِشَخصٍ آبَ مِن سَفَرٍ = إِلّا حَنَنتُ وَأَعلَنتُ البُكا أَسَفا
قَضى أَخُوكَ حُسَينٌ نَحبَهُ وَمَضى = وَهَل سِواكَ تراهُ مِنهُ لِي خَلَفا
فَما مَرَرتُ بِقَبرٍ مُذ فُجِعتُ بِهِ = إِلّا وَصِحتُ بِأَعلى الصَوتِ وَا لَهَفا
فَاِرحَم أَباكَ فَلو أَبصَرتَ عَبرَتَهُ = وَكُلَّما كَفَّ مِن شأَنٍ لَها وَكَفا
قَد أَقرَحَ الدَمعُ عَينَيهِ وَقَد وَهَنَت = مِنهُ العِظامُ وَأَضحى الجِسمُ قَد نَحُفا
شَيخٌ أَنافَ عَلى السَبعينَ حَلَّ بِهِ = ثُكلٌ وَشَوقٌ فَإِن داما فَوَا تَلَفا
إِن لَم يَمُت خافَ أَن يَعمى وَمَن عَمِيَت = عَيناهُ ماتَ وَإِن لَم يَسكُنِ الجَدَفا
بُنَيَّ ما أَنتَ مِن أَهلِ العُقوقِ وَلا = عَوَّدتَني مِنكَ إِلّا البِرَّ وَاللُطَفا
فَرِقَّ لِي وَاِرث مِن هَمٍّ أُكابِدُهُ = شَوقاً إِلَيكَ وَحُزناً لِلّذي سَلَفا
وَاِدفَع بِلُقياكَ عَنّي وَحشَةً وَأَسىً = عَلى إِذابَةِ جِسمٍ بالضَنى اِختلَفَا
وَكُن جَوابَ كِتابي حينَ تَنشُرُهُ = وَأمُر بِشِدٍّ وَلَمّا تَبلُغِ الطَرَفا
وَلا تَكَلَّف لِرِزقٍ غُربَةً وَشَقا = الرِّزقُ آتٍ فَلا تَحمِل لَهُ كَلَفا
المفضلات