الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رغداء زيدان
جاء في النص : " و يدخل الدار و ينادي فاطمة "تعالي يا فاطمة! لا تيأسي من الشفاء. أم هاشم ستجلي عنك الداء، و تزيح الأذى، و ترد إليك بصرك فإذا هو حديد"
هل تعني المصالحة مع المجتمع تقبل كل ما فيه من خطأ وخرافة؟ أعتقد أن المصالحة تعني تفهّم هذا المجتمع , تفهّم خصوصيته وعاداته وتقاليده, ولكن المثقف الواعي هو الذي يعمل على الإرتقاء بكوامن القوة في هذا المجتمع بتنميتها وتشجيعها , ويعمل بنفس الوقت على إصلاح ما اعوّج من مفاهيم وعادات تحكّمت في هذا المجتمع وأدت إلى تخلّفه وخموله.
.
لا بد لي من الإقرار للأستاذة رغداء أن الجزء الأول من كلامها هو موقفي القديم والجزء الثاني هو موقفي الجديد!
الجزء الأول هو الموقف التأصيلي فقد كنت فيه أدافع عن مجتمعنا بلا قيد ولا شرط
أما الجزء الثاني
وهو ممتد من ألفين وواحد حتى الآن فهو الجزء الذي رأيت فيه أن المجتمع لا مندوحة له من تغيير سلوكه وبعض أفكاره إن كان يريد البقاء.
على أن هذا الجزء الأول له أهمية في اعتقادي لأنه كان يستند على مبدأ له وجاهته هو أن التركيبة الاجتماعية بنية مغلقة تجد عناصرها وتبريرها في الوظائف التي تخدم بها هذه البنية وتتشكل على أرضية رؤيتها للحياة
وحتى ما يبدو لنا بعقلنا الحديث أو الحداثي خرافة قد لا يكون كذلك تماماً.
ولنأخذ مثال الطب بالذات.
فقد احتقر الناس زماناً العلاجات الشعبية واحتقر الصينيون المحدثون مثلاً طبهم الصيني.
والآن في عصرنا هذا عادت أوروبا بالذات لاكتشاف أن هذا النوع من الطب لم يكن هراء أو مجرد أوهام وخرافات.
والدور النفسي والروحي في العلاج له أثر لا ينكر، وإن كان الطب القديم المستند إلى ما يمكن أن ندعوه "مادية ساذجة" قد أنكر هذا الدور فإنه يعود الآن لاكتشافه.
المفضلات