السلام عليكم
الأستاذ محمد
الأستاذ ة رغداء
جزيتما خيرا على جهديكما
سأشارك ببعض النقاط التي توقفت عندها وليست جميعها فالموضوع طويل ويلزمه العودة
(وهنا تكمن الخطورة التي يخضع بموجبها الشّعر إلى أفكار مصممة مسبقاً، فإصرار الباحثين على استخلاص القيم العامة والخصائص المشتركة يلغي مفهوم الخصوصية لكلّ شاعر بل لكلّ نصٍّ، لأنّ الشّعراء مختلفون فيما بينهم، واستجابتهم للأفكار متباينة)
مفهوم الخصوصية واضح ولا جدال فيه ولكن هذا لا ينفي استخلاص القيم العامة والخصائص المشتركة من خلال أشعار مجموعة معينة مجتمعة على نهج وخط واحد فشعراء المجون في الدولة العباسية
أصبحوا ظاهرة تستحق الدراسة يحملون فكرا ومنهجا في حياتهم ويبثونه من خلال أشعارهم وإذا تجاوزنا العصر العباسي لعصرنا هذا ونظرنا إلى شعراء الحداثة عموما وإلى شعرهم نستطيع أن نستخلص القيم العامة لهذا الفكر والحصائص المشتركة بعيدا عن خصوصية كل منهم بجودة شعره وقدراته البلاغية وخصائصه النفسية والشعورية طبعا هذه الخصائص ليست منهجية ومنظمة لدى شعراء المجون العباسي لكن قاسما مشتركا يجمعهم ونظرة توحدهم وآراء قد اتفقوا عليها وتعاونوا في بثها
ثم كيف يدرس المجون على أنه موضوع فني بحت أليس ما يقوله الشاعر قد بني على أساس أفكاره المسبقة فكيف إن أصبح ظاهرة مشتركة بين عدد كبير من الشعراء ولم يعد فرديا يختص به قلة من الشعراء في العصور السابقة للعصر العباسي
وأميل لرأي الكاتب في أن المجون في العهد العباسي لم يكن تحت ستار تنظيم سياسي منظم هدفه هدم الدولة ونشر المجون والفحش فيها إنما كان نتيجة عوامل عديدة من أهمها انتشار الترف والثراء
والحق أعجب كثيرا من إلقاء الخلل والتفكك والعيوب وانهيار الأخلاق وغيرها في مجتمعاتنا على الآخر
لا أنكر أن للأعداء نصيبا ولكن أن نلقي كل خلل لدينا على غيرنا ونبريء أنفسنا ونظهر بمظهر الأبرياء الأتقياء الأنقياء الخالين من العيوب فنعمي أبصارنا عن مصدر الداء الكامن فينا ونترك جروحنا تتعفن وتقتلنا بدون أن نبحث عن علاج لها
وهي مشكلة قديمة مستمرة لا زالت فينا ولذلك نرى أن أوضاعنا تزداد تدهورا لأننا أغفلنا مصدر الخلل فينا
ومما توقفت عنده قوله :
(فماذا بشأن خمريات الأعشى هل تخرج عن المجون؟ وهل نستطيع أن نعد شعر الأعشى ومجاهرته بشرب الخمرة وفتونه بها إلى الدرجة التي صرفته عن الدخول في الإسلام أقل من ظاهرة فنية؟)
لا أعلم الرابط الذي ربط به الكاتب بين خمريات الأعشى والمجون فالربط كما أراه هنا غير صحيح
فالأعشى شاعر جاهلي والخمرة في الجاهلية كانت حلالا ومما يتباهى به الأشراف وكما نعلم أنها لم تحرم في الإسلام إلا بعد الهجرة إلى المدينة
المفضلات