نقل الأستاذ خشان:

(ومن هنا ينبغي التوقف عند قول الشيخ جلال الدين الحنفي

إن البيتين :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ......... عار عليك إذا فعلت عطيم

لا تستبين سرور صاحبها .........حتى يعود سروره حزنا
2 2 3 1 3 3 1 3 ................4 3 1 3 3 1 3
يعتبران من الكامل والمنسرح)

ولاشك أن البيتين هما من الكامل.
وهذه هي المشكلة مع كتب العروض ومع العروضيين، فتراهم ينصرفون عن الشعر الواقعي إلى الحالات الشاذة والأمثلة المشكوك في صحتها، والشعر القديم الذي قيل يوم لم يكن الوزن قد تبلور، بل ربما أعملوا القاعدة النحوية فيما يجوز الأخذ به من اللغة وسحبوها على العروض وهذا هراء.
فكلام عبيد بن الأبرص حجة في اللغة ولكن ما أبعده عن أن يكون حجة في العروض!
وأقول للأستاذ جلال الدين: افتح ديوان المتنبي أو أبي فراس أو أبي العلاء أو شوقي وأرني مرة واحد قيل فيها المنسرح بهذه الطريقة العوجاء التي ما قالوها إلا في الكامل!
ومن هنا أنصح الشباب ملحاً أن يأخذوا العروض من شعرائنا الكبار وما استقر عليه ذوقهم ولا يقتربوا من كتب العروض الصفراء تلك إلا بعد أن يكونوا فعلاً صارت عندهم مناعة من هذه الشذوذات وأشكال التفكير المقلوبة.