السلام عليكم

أسعدتني أستاذ محمد, فقد كنت أستعد لطرح مثل هذه التساؤلات .
أعتقد أن مفهوم أدب إسلامي هو مفهوم ضبابي غير واضح المعالم , فعلى أي أساس نقول هذا أدب إسلامي وهذا أدب غير إسلامي؟ , فإذا حاولنا تصنيف الأدب على حسب دين كاتبه سنجد كثيراً من الكتاب يخالف قواعد الدين ويكتب ما فيه كثير من الكفر والفسوق والبذاءة .
وإذا قلنا إنه يُصنّف على أساس توافقه مع الشريعة من حيث المبادئ والأفكار فهل لنا أن ندخل كل أدب فيه مثل هذه المواصفات تحت مسمى أدب إسلامي حتى ولو كان كاتبه لا ينطلق من فكر وتصور الإسلام للحق والخير والفضيلة؟

إذاً نحن أمام مفهوم غير واضح يحتاج إلى دراسة جادة ومعمّقة.
وهناك نقطة أخرى : وهي الموضوعات التي يمكن أن يخوضها الأدب إذا أردناه أن يكون إسلامياً , هل هناك محظورات في الأدب الذي نريده أن يكون إسلامياً؟
وهنا لابد للعودة لمفهوم الإسلام كما قال الأستاذ محمد , ولكننا نلاحظ أن القرآن الذي هو كتاب الإسلام ومرجع المسلمين قد أطلق حرية التفكير والتعبير وتنوعت المواضيع التي عالجها من أخطرها وأعلاها وهو موضوع العقيدة ووجود الله إلى مواضيع تتعلق بالحياة اليومية للبشر, فتحدث عن الجمال وعن الجنس وعن المعاملات وروى لنا كثيراً من قصص الأقدمين وغير ذلك , لكن بطريقة واضحة طاهرة لا تخدش الحياء ولا تؤذي النفوس .

فبرأيي أن مصطلح أدب إسلامي هو مصطلح غير دقيق وغير صحيح أيضاً , أما رابطة الأدب الإسلامي التي تأسست في 2 / 3 / 1405 هـ الموافق لـ 24 / 11 / 1984 م فقد كانت رابطة أعلنت أهدافاً ومبادئ وغايات لم تنفذ منها شيئاً يذكر كعادة الروابط والمؤتمرات والمنظمات التي يطبل لها المسلمون في العالم دون أن نرى لها أثراً فاعلاً , تحقيقاً للمثل القائل نسمع جعجعة ولا نرى طحناً .