السلام عليكم
الأستاذة سارة يبقى لكلٍ منا ذائقته الخاصة , وتفكيره الخاص الذي يجعله يقبل بأشياء ويستسيغها بينما يرفضها غيره, وسبحان الله هذه من نعم الله على البشر لأن اختلاف الأذواق يفتح المجال واسعاً للتنوع .
لفظ النمام في بيت الدكتورة :
لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً................فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ
هو لفظ مناسب برأيي لأنني لم أفهم منه المعنى الإصطلاحي لكلمة نمام وهو الذي يمشي بالنميمة , ولكنني فهمت منه معنى الإخبار .
وقد أُستخدم هذا التعبير عند شعراء كثيرين بنفس المعنى منهم الطغرائي ت 513 هـ الذي قال في إحدى قصائده :
فكم دونَ ذاك البرق من متجلِّدٍ .............. يُكاتمُ أسرارَ الغَرامِ صحَابَا
وآخرَ نمّامِ الجفونِ زفيرهُ .............. يشُقُّ وراءَ السابريِّ حِجابَا
ومنهم ابن زيدون ت 463 هـ حيث قال :
فَدَيتُكِ أَنّى زُرتِ نورُكِ واضِحٌ ............ وَعِطرُكِ نَمّامٌ وَحَيلُكِ مُرجَفُ
ولغيره :
والدمعُ نمّامٌ ولا سيَّما .......... عندَ وقوفِ الصبَّ في الدارِ
إذاً اللفظ مقبول ولا غبار عليه من وجهة نظري الخاصة , وكما قلت يبقى لكلٍ منا رأيه وذائقته .
أما البيت الاخر : أنظر حواليكَ كم حـوراء دامعـةٍ.............خوف الفراق وكم يبكيك صمصامُ
فقد وجدت حضرتك أن فيه دلالات هي أقرب ما تكون بين الحبيب وحبيبه وربما كان لفظ حوراء هو الذي أوحى لك بذلك ولكن لفظ الصمصام هنا يلغي هذه الدلالة , وإن كان هناك من نقد لهذا البيت برأيي فهو استعمال الدكتورة لتعبير يبكيك صمصام , فالصمصام كما نعلم هو السيف الصارم , وهو لفظ يُشعر بالقوة والشدة , وهي شدة لا تتناسب مع البكاء برأيي .
لك تحياتي أستاذة سارة , وللدكتورة نورا أقول ننتظرك أستاذتي .
المفضلات