وما بالأستاذة من حاجة إلى "القراءة التافهة" ولعلها ليست كذلك إلا بالقياس إليها.
قبل أيام أحسست بالضيق فقصدت المكتبة العامة هنا، وهو أمر صرت الآن أمارسه قليلاً رغم أنه فيما مضى كان كان العادة الثابتة.
وفي قسم الشرق من المكتبة الكبرى لهذه العاصمة وجدت الأغاني فأخذت الجزء الأول وقرأت الفصل الطويل عن عمر بن أبي ربيعة ثم فصلاً عن نصيب، وقديماً ما كانت قراءات التراث تروح عن نفسي.
وكتب الأقدمين رغم أنها ممتعة كل المتعة، فهي بهذا تخدم خدمة الكتب التي وصفتها الأستاذة بأنها "تافهة" إلا أن فيها فوائد أدبية ولغوية لا تحصى. هذا مع أني للعلم لست ضد المتعة الخالصة كهدف للقراءة، حتى بدون أي "فائدة" محددة نرجوها، كما كنت في الماضي أزور مكتبة المركز الثقافي في دمشق فأرى الطلاب لا يستعيرون الكتب إلا لينقلوا منها مواضيعهم المدرسية.
فأين الأستاذة من "الأغاني" و "العقد الفريد" وعيون الأخبار" والكتب الأحدث -ربما- من مثل "زهر الآداب" و"أيام العرب" وإلى آخره؟