السلام عليكم

أستاذ بندر صحيح ما قلته بشأن فهم الناس للبيت والتقول به في مواقف لا تناسبه و التمثل بالحكم في غير مكانها
ولم يحدث هذا مع بيت عمرو فقط بل أيضاً مع البيت الآخر الذي قصره الناس على ضرر الحسد فتغيّر معناه تغيّراً أخرجه عن المراد منه .

ورغم أنني رأيت في معنى بيت سلم الخاسر :
من راقب الناس مات غماً .................. وفاز باللذة الجسور

معنى إيجابياً حاضاً على العمل , إلا أن الشاعر قال هذا البيت بدافع من مجونه وعبثه وسعيه وراء النساء وقد وضع الراغب الأصفهاني هذا البيت في كتابه (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء) تحت عنوان : (قلة المبالاة بالناس في تعاطي الشهوات).

وقد تسأل لماذا لم تفهمي معنى البيت الأول :
إذا لم تستطع شيئاً فدعه ............وجاوزه إلى ما تستطيع
بنفس الطريقة الإيجابية , وهي كما شرحتها حضرتك توكيل الأمور إلى أهلها, ومعرفة كل إنسان مدى قدرته على التصدي لأمر يريد إنجازه فلا يتعدى هذه المقدرة فيوقع نفسه وغيره في المهالك؟
أقول : لأنني أؤمن بشيء أساسي وهو أنه لا مستحيل في الحياة , فالله سخّر لنا كل شيء في الكون وأعطانا القدرة والعقل وما علينا سوى العمل للوصول إلى الهدف فإذا لم تستطع شيئاً فلا تدعه ولكن ابحث عن طريقة لتستطيع بها انجازه , قد تتركه فترة من الزمن لتستعد له ولكن لا يجوز برأيي أن تعلن عجزك عن اتمامه وصدق المتنبي حين قال :

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ .................... وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها ................. وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

ألا ترى معي أن العالم كان سيتوقف عن التطور والتقدم إذا أعلن الإنسان عجزه؟ ولولا وجود أناس ملكوا الجرأة والصبر والتحدي والقدرة على عدم الإلتفات لسخرية الساخرين لما وجدنا أياً من هذه الإختراعات التي ننعم بها اليوم.