الأخت / رغداء
دائما موضوعاتك أجد فيها ما يدفعني إلى قراءتها
ولازلت أذكر في محاورة علمية لي مع د/ نورا قصة هذا البيت غير أن الموضوع في حينها عن السرقات الشعرية ، والفرق بين السرقات وما جاء في مصطلحات علماء النقد الحديث " التناص "
وهو أن بشار بن برد رغم فسقه ومجون شعره طرد سلم الخاسر وكان من تلامذته ورواته ؛ لأنه سرق منه معنى هذا البيت وصاغه بطريقة أسهل فقال له : -" أتأخذ معاني التي كنت أسهر الليل أصوغها فتكسوها لفظاً أيسر من لفظي لينتشر شعرك ويندثر شعري؟ والله لا أسامحك أبداً.
تعقيب : -" سمي الخاسر لأنه باع مصحفا واشترى بثمنه ديوان شعر، قيل اشترى به طنبورا "
ومن الأبيات التي أرى أنها تحمل هذا المعنى ، ولا زالت الذاكرة تحتفظ بها
وما استعصى على قوم منال .................. إذا الإقدام كان لهم ركابا
والمرء ليس بصادق في قوله ...................... حتى يؤيد قوله بفعاله
ومن يتهيب صعودالجبال .................. يعش ابد الدهر بين الحفر
أما قضية الأخذ ( التناص ) فهو على أضرب
1 - ما يسمى وقوع الحافر على الحافر كقول امرئ القيس:
وقوفاً بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتحمل
وكقول طرفة:
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلد
2 - ومنه ما تساويا فيه لفظا بلفظ كقول الفرزدق:
وغر قد نسقت مشهرات طوالع لا تطيق لها جوابا
بكل ثنية وبكل ثغر غرائبهن تنتسب انتسابا
بلغن الشمس حين تكون شرقا ومسقط رأسها من حيث غابا
وكذلك قال جرير من غير أن يزيد.
3- ما يؤخذ فيه المعنى وأكثر اللفظ كقول بعض المتقدمين يمدح معبدا صاحب الغناء:
أجاد طويس والسريجي بعده وما قصبات السبق إلا لمعبد
ثم قال أبو تمام:
محاسن أصناف المغنين جمة وما قصبات السبق إلا لمعبد
والكلام حول هذه القضية يطول ويطول .، والأضرب متنوعة
المفضلات