تقسيم الاسم باعتبار البناء

الأسماء المبنية
الأَصل في الأَسماءِ أن تكون معربة، والإعراب ظاهرة مطردة فيها. ولكنَّ أَسماء قليلة أَتت مبنية. ويعنينا منها هنا ما يطَّرد فيه البناءُ قياساً لأَنه ذو جدوى عملية.
في اللغةِ أسماءٌ تُبنى على الفتحِ أينما وقعتْ في الكلامِ . وهذه الأسماءُ منها ما يُبنى عن الفتحِ ، وما يُبنى على الكسرِ ، وما يُبنى على الضمّ .
الأسماء المبنية
1. ما يُبنى على الفتحِ : يُبنى على الفتحِ من الأسماءِ ، كلُّ ما رُكِّبَ منها تركيباً مَزْجياً صَيّرهما كالكلمةِ الواحدةِ مِنْ الظروفِ والأحوالِ والأعدادِ .
أ- فمثالُه من الظروفِ الزمانيةِ والمكانيةِ ، مثل : يُوصي الأطباءُ أنْ يُنَظَّفَ الفَمُ صباحَ مساءَ . قَدّمَ المتناظرانِ رأيين مُختلفين ، ووقفَ مُقَدِّمُ البرنامجِ بَيْنَ بَيْنَ .
ب- ومِنْ الأحوالِ مثل : هو جاري بَيْتَ بَيْتَ أي مُلاصقاً . ومثل : تفرقوا شَذَرَ مَذَرَ (متفرقين) وتفرقوا أيديَ سَبَأ .
جـ- ومن الأعدادِ من أحدَ عَشَرَ إلى تسعةَ عَشَرَ باستثناءِ اثني عَشَرَ واثنتي عَشْرَةَ . صَرَفْتُ أحدَ عَشَرَ ديناراً ، إحدى عَشْرَةَ ليرةً . ثمنُ متر الرُّخامِ ثلاثةَ عَشَرَ ديناراً ، وسَبْعَ عَشْرَةَ ليرةً . اشتريتُ المِعْطَفَ بِسِتَةَ عَشَرَ ديناراً ، و ثمانيَ عَشْرَةَ ليرةً .
الأسماء المبنية
يتبع-
1. ما يُبنى على الفتحِ : يُبنى على الفتحِ من الأسماءِ ، كلُّ ما رُكِّبَ منها تركيباً مَزْجياً صَيّرهما كالكلمةِ الواحدةِ مِنْ الظروفِ والأحوالِ والأعدادِ .
د- ومن الأعلامِ التي عُرّبت – صارت جزءاً من الاستعمال اللغوي في العربية – حيثُ يبنى الجزءُ الأولُ فقط ، ويُعربُ الآخرُ إعرابَ الممنوعِ من الصرفِ – زُرتُ آثارَ بَعْلَبَكَّ . بَيْتَ لَحْمَ مدينةٌ محتلةٌ . أقيمَ مَصْنَعٌ للبتروكيمائيات في حَضْرَمَوْتَ . أمّا الأعلامُ الأجنبيّةَ فَتُتْرَكُ على لَفْظها الذي وَرَدَتْ عليه في لُغَتِها الأصليةِ ، ثُمّ تُعْربُ في مَحَل . مثل : بيونجْ يانجْ ، وريودي نيرد ، وبيرلْ هاربَرْ ، ولينينْ غرادْ . وغيرها . نقول : شَهِدَ بيرلْ هاربرْ معركةً جويةً في الحربِ العالميةِ الثانيةِ . ريودي جانيرو عاصمةٌ البرازيلِ . أُبْعِدَ مراقبوا الطاقةِ النوويةِ من بيونجْ يانجْ أوائل عام 2003 .
هـ- اسم لا النافيةِ للجنس ، إذا كان مفرداً ، وغيرَ مضافٍ ، مثل : لا طالِبَ في الساحةِ .
الأسماء المبنية
2. ما يُبنى على الكسرِ من الأسماءِ . وهي الأسماءُ الواردةُ على وزن (فِعالِ) وما ختم بـ (ويه) .
الأسماءُ على وزنِ فعالِ . وقد وَرَدَ هذا الوَزْنُ :
في أعلامِ الإناثِ مثل : حَذامِ وقَطامِ . نقول :
إذا قالتْ حَذامِ فصدقوها فإنَّ القولَ ما قالتْ حَذامِ
ونقول : وَدَّعْتُ قَطامِ وسُهادَ ، إذْ سافرنا .
في أَسماءِ فعل الأَمر مثل:
حذارِ أَن تكذبوا.
ما خُتِمَ بـ (ويه) من الأسماءِ مثل : سِيْبَوَيْهِ ، وحَالَويْةِ وغيرِها .
سيبويهِ أحَدُ أساتذةِ النحوِّ العربيِّ .
أُقَدِّرُ سيبويهِ وآراءَهُ .
تَعَلَّمْتُ على سيبويهِ .
الأسماء المبنية
3. ما يُبنى على الضَمِّ مِنْ الأسماءِ:
الظروفُ المُبْهَمَةُ المقطوعةُ عنْ الإضافةِ لفظاً .
مثل : أتعتذرُ عن الحضورِ بسببِ سفرِ أخيكَ ؟ أَعْرِفُكَ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ . والتقديرُ : مِنْ قبلِ السفرِ ، ومِنْ بَعْدِهِ .
المنادي العَلَمُ – غيرُ المضافِ ، والنّكِرَةُ المقصودةُ . مثل:
يا وائلُ ، مرحباً .
يا سائقُ ، أنزلني – من فضلك – هنا .
الأسماء المبنية
البناءُ سمة الحروف، وإنما بني ما بني من الأَسماء لشبهه بالحرف في وجه من الأَوجه الأَربعة الآتية:
1. الشبه الوضعي: بأَن يكون الاسم على حرف أو حرفين كالضمائر ذهبْتُ، ذهبنا، ذهبتم، هو، هي، إلخ..
2. الشبه المعنوي: لدلالتها على معنى يعبر عما يشبهه عادة بالحرف، فنحن نعرف أَن التمني والترجي والتوكيد والجواب والتنبيه والنفي يعبر عنها بالحروف، فما أشبهها من المعاني كالشرط والاستفهام، يعبر عنهما بالحرف تارة وبالاسم تارة، ويلحق بهما الإِشارة، ولهذا الشبه المعنوي بنيت أسماءُ الشرط وأَسماء الاستفهام وأَسماءُ الإِشارة.
3. الشبه الافتقاري: الحرف لايدل على معنى مستقل بنفسه، فهو مفتقر إلى غيره حتى يفيد معنىً ما. ويلحق بالحروف في هذا: الأَسماءُ الموصولة فهي لا تفيد إلا إِذا وصلت بجملة تسمى صلة الموصول فجعلوا هذا الافتقار علة بنائها.
الأسماء المبنية
تابع – شبه الاسم المبني بالحرف في وجه من الأَوجه الأَربعة الآتية:
1. الافتقار الاستعمالي: من الحروف ما يؤثر في غيره ولا يتأَثر وهي الأَحرف العاملة كالنواصب والجوازم، ويشبهها في التأْثير وعدم التأَثر أَسماءُ الأَفعال، فكان هذا الشبه علة بناءٍ أَسماءِ الأَفعال عندهم.
ومن الحروف ما لا يؤثر ولا يتأَثر، كالأَحرف غير العاملة، مثل أَحرف الجواب (نعم، بلى)، وأَحرف التنبيه، ويشبهها في ذلك أَسماءُ الأَصوات، فهي لا تعمل في غيرها، ولا يعمل غيرها فيها. فمن هنا بنيت على ما قالوا.
وهذه الأَسماءُ كلها مبنية سماعاً. ومن المبني سماعاً أيضاً بعض الظروف مثل (حيث، إِذا، الآن، إِذ، إلخ..) وكل هذه المبنيات لا يخطئُ أَحد في استعمالها على ما سمعت عليه إذ لا قاعدة لها.