كم كررت قراءة هذين البيتين والأخير خاصة حتى أشبهت بدوري أبا السائب.
قلت فلأتناولهما ب م/ع
باتا بأنعـم لـيلةٍ حـتـى بـدا
2 2 3* 1 3 3* 2* 2 3 ............3/5=0.6
هنا وصف لحالة امتدت ليلة بكاملها وأي شيءٍ أدعى للانشراح أكثر من (باتا ) هكذا بِـ(طولة بال) هذا الانشراح الذي يمثله انخفض المؤشر. ولو كان الأمر وصفا للقطة محددة فلربما ارتفع المؤشر، كما في قول الشاعر:
أخرَجتِ من شفتيَّ رُوحي عِندَما = قبَّلتُ ثغراً فيهِ يبسمُ لي الرجا
2* 2* 3* 1 3* 3 2 2* 3 ...........2* 2* 3* 2* 2 3* 1 3* 3
م/ع للصدر = 5/3=1.7 ..............للعجز = 6/2=3.0 ...........للبيت =11/5=2.2
صبحٌ تلوّح كالأغرّ الأشـقـر
2* 2* 3* 1 3* 3* 2* 2* 3 ...........7/1 =7.0
في مقابل امتداد اللقاء ذي المؤشر المنخفض، يضفي ارتفاع المؤشر الحاد هنا بعدا إضافيا على معنى الألفاظ،
يوحي بتفاجئهما بظهور النور قويا وعلى كل حال فأن قوله ( كالأغر الأشقر ) يفيد ذلك ، ولكن ها الارتفاع الحاد للمؤشر يلقي في روعنا صورة قد لا تقولها الألفاظ ، وهي صورة ستارة تزاح فينهمر النور مفاجئا لهما.
لا فرق في ذلك بين رفع مادي مفاجئ لستارة، أو رفع معنوي مفاجئ لستارة غيابهما في هيامهما عن إدراك تسلل الضوء في بداياته.
فتلازما عند الفراق صـبـابةً
1 3 3 2* 2* 3 1 3 3* ..............3/4=0.75
المفروض أن يتجاذب هذا الشطر عاملان عامل الرقة المقترنة بالصبابة والتلازم وعامل التشبث، ولكن انخفاض المؤشر يوحي بسيادة العامل الأول وخفوت أثر الفراق وما ينجم عنه من ضيق، هذا ما يدل عليه انخفاض المؤشر، فكأنهما في سياق الصبابة قد ذابا فطغى ذلك على أثر الفراق، ويظهر أثر ذلك في اختيار الفعل ( تلازما =33
...م/ع =صفر) ولو قال (تشبثا = 3* 3 ..م/ع =1 ) لكان ذلك إبرازا لنوع من الألم.
كأنما أراد الشاعر للبيت أن ينقسم إلى شطرين متكاملين من الإحساس الأول ( الصدر ) يذوب رقة مشاعر والثاني ( العجز) ينبئ بشدة جارفة لهذه المشاعر، وذلك بانسيابية عجيبة لا تشعر بانفصام . أترى كان هذا عاملا في هوس أبي السائب بالبيت .
أخذ الغريم بفضل ثوب المعسر
2* 2* 3 1 3* 3* 2* 2* 3 ...........6/2=3.0
أي صورة وأي جمال وأي تصوير لاعتمال المشاعر ساعة الفراق تنعكس في ارتفاع المؤشر.
لنا أن نسأل لماذا انخفض مؤشر هذا الشطر 3 عن مؤشر الشطر:
صبحٌ تلوّح كالأغرّ الأشـقـر ..............7.0
أرى الأمر يعود لعاملين
الأول : أن مؤشر 7.0 مقرون بالمفاجأة، وهنا وقد تحضرت النفس للفراق على قسوته فإنه لا مفاجأة فانخفض المؤشر.
الثاني : يشرحه ما يلي
لو قال الشاعر:
أخْذ المُحصِّل فضل ثوب المعسر ، لكان المؤشر = 7.0
وإن فالفارق ناتج من استعمال كلمة ( المحصل = 2* 3* 1 1 .....م/ع = 2/0=4.0 اصطلاحا، بينما ( الغريم = 2* 3 1 ......م/ع= 1/1=1.0 )
وهنا يذكرني انخفاض مؤشر ( الغريم) بانخفاض م/ع في رد امرأة العزيز ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا )
فلم تكن تكن غير الود لمن كانت تتظاهر بالتظلم منه. وهنا هذا الغريم طغت عليه صورة من استعير اللفظ للتعبير عن أخذه بالثوب وهو الحبيب . لعل وربما
وذكرني البيت الأول
باتا بأنعـم لـيلةٍ حـتـى بـدا ...0.6= صبحٌ تلوّح كالأغرّ الأشـقـر...7.0
ببيت الأجوص
باتا بِأَنعَمِ لَيلَةٍ وَأَلَذِّها....1.3 = حَتّى إِذا وَضَحَ الصَباحُ تَفَرَّقا.......0.8
فلنقارين الصدرين أولا
باتا بأنعـم لـيلةٍ حـتـى بـدا ...0.6
باتا بِأَنعَمِ لَيلَةٍ وَأَلَذِّها....1.3
إن الذي رفع مؤشر الصدر الثاني هو كلمة ( وألذّها ) وفي اللذاذة دلالة على تفاعل تخطى الانشراح إلى ما يهيج النفس فارتفع المؤشر.
ولنقارن العجزين:
صبحٌ تلوّح كالأغرّ الأشـقـر.........7.0
حَتّى إِذا وَضَحَ الصَباحُ تَفَرَّقا...........0.8
لمّا أكتفى الشاعر في صدر البيت الأول بقول ( أنعم ليلة ) ترك المجال لنا لتصور عفة في العلاقة فعندما حان فراقهما كانت لوعتة من لوازم العفة التي لا تزداد إلا ظمأ على القرب فكيف على النأي، ورفعت هذه اللوعة من المؤشر.
ولكن صدر البيت الثاني باحتوائه ( وألذّها) رجح لدينا اللذة الحسية التي وإن رفعت مؤشر الصدر تبعا للانفعال الجسدي إلا أن العلاقة بينهما لما خالطتها عوامل الحس المادي أشبعت بهذه اللذاذة فلم يكن فراقهما مؤثرا، فقانخفض المؤشر.
وعلى ما أذكر من المدرسة فقد انتقدت سكينة بنت الحسين العجز ، وفضلت عليه القول:
حَتّى إِذا وَضَحَ الصَباحُ تعانقا .........0.4
وكنت أرى في (تعانقا) تعبيرا أقوى عن رابطة الحب من( تفرقا) ، فلما نظرت للأمر بمنظار م/ع رأيت الأمر على غير ذلك، فإنّ ( تفرّقا ) تترك أثرا بارتفاع مؤشرها لاحتمال قدر من اللوعة في الفراق. ولكن ( تعانقا ) وإن احتملت ظلالا من الرقة والجمال والشاعرية إلا أن انخفاض مؤشر م/ع بها للشطر كله يشي بتفريغ بقية شحنة من الأحاسيس المادية فينخفض المؤشر.
ويذكر في هذا السياق بقول عمر بن أبي ربيعة
المفضلات