عندي قضية استوطنت في ذاتي قديما ولا زالت
هل كتابة الشعر العامي بكافة أنواعه يسير
بنا إلى إتجاه معاكس للفصحى وهل هو عدو
لها؟
الشعر العامّي لا يسير إلى اتجاه معاكس للفصحى برأيي وهو أيضاً ليس عدواً لها. الشعر الشعبي والعامي أو النبطي أو ماشئت أن تسميه، هو فن قائم بذاته منتشر ليس فقط في الناطقين بالعربية، بل هو منتشر في كافة لغات العالم وفنونها. أتساءل: لماذا يؤثر على الشعر الفصيح؟!!
إذا كان الشاعر مبدعاً حقيقياً ومتمكناً من لغته العربية، يمكنه أن يكتب بالعامي والفصيح على حدٍّ سواء.
إني أرى الكثير من الشعراء الذين كان بوسعهم
تعلم الفصحى تركوها لسهولة الشعر العامي
ولو لم يلقَ الشعر العامي رواجا وتصفيقا
لتعلموا الفصحى وكتبوها
أعتقد بأن هذه المشكلة تتعلق بوعي جيل بأكمله حول أهمية اللغة العربية الفصحى- لغة القرآن الكريم-. هذه قضية وكتابة الشعر العامي دون الفصيح قضية أخرى. من المفروض أن يتعلم جميع العرب لغتهم ويتقنوها سواءً كتبوا الشعر أم لا. وعلى هذا الأساس، علينا أن لانجعل من الشعر العامي شماعة نعلق عليها أخطاءنا.ومسألة الترويج للشعر العامي لاأجد بأنها تشكل أي خطر على الشعر الفصيح إن كان هناك وعي وإدراك من قبل الشعراء بأهمية إتقان لغتهم الأم. طبعاً الشعر الفصيح هو الأهم والرائد والمعبر عن هويتنا العربية لا العامي أو الشعبي لأنه يفرِّق بسبب تعدد اللهجات.
كنت ألاحظ على الأستاذ خشان حينما تروق
له قصيدة عامية يقول : لوددت أنها كانت بالفصحى
هذا لأن الشعر الفصيح هو الأهم والأرقى . والشاعر الموهوب يجب أن يكون متقناً للغته العربيةأولاً سواءً كتب الشعر العامي أو الفصيح، بل إنني أرى بأنه من الضروري أن لايقتصر في شعره على العامي كي يستحق لقب شاعر. عليه أن يبدع بالفصيح أيضاً.
المفضلات