أخي وأستاذي سليمان أبو ستة
من دواعي سعادتي أن تكون في هذا المنتدى بما لك من باع في العروض وفطرة سليمة تلتقط دقائق الوزن. والأمر في تقديمه على العمل غالبا كما تفضلت. وإن وجود الأخت الباحثة هنا يضفي مصداقية كبيرة على المنتدى. ناهيك عن وجودك ووجود أستاذنا الكبير د. أحمد مستجير، واحتمال وصول أستاذي د. عمر خلوف.
لعل من ينظر للعروض وسواه من المواضيع خارج التخصص تكون نظرته شاملة حتى إذا كون تلك النظرة كان تناوله للتفاصيل على هدي منها. أما الذي يبدأ بالتفاصيل فسيبذل جهدا للفكاك منها – إن أراد ثم إن استطاع- ليصل إلى الرؤية الشاملة.
ذكر لي من له باع في التربية أن ثمّة منهجان في التعليم، ينطلق أحدهما من الجزء للكل بينما الآخر ينطلق من الكل للجزء، ولنا في منهج الرسول عليه السلام في بدئه بالتوحيد كلا انطلق منه لسائر الأمور خير قدوة
ولا يفوتني هنا أن أنضم معك في المطالبة بإنصاف هذا العلم المرهف المهمل نسبيا.
وخاصة ما اقترحته من جعله تخصصا جامعيا. وأعتقد أن له امتدادات كثيرة تبرر ذلك كما أوضحت في الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha
وأما علاقته بالموسيقى فقد أوضحها كتاب ( أوزان الألحان) للدكتور أحمد رجائي وقد قدمته في الرابط:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?threadid=76
على أنني أتمنى أن تدرس هذه المادة ولو لفصل واحد في المدارس العربية.
وفيما يلي مناقشة لبعض التفاصيل التي أوردتها
1-" ذلك أن اللهجات تتفاوت فيما بينها تجاه ما تعتمده من أسس في اختيار مقاطع الألفاظ ، وإن كانت جميعها أو أكثرها تشترك في بعض الصفات "
هذا صحيح، وأظن أن الأخت الباحثة تقصد اللهجة التي يؤدى بها الشعر النبطي، وهي متقاربة في سائر الوطن العربي. ومن هنا جاء التفريق بين الشعر النبطي والشعر الشعبي ففي الأخير تتباين اللهجات من منطقة لأخرى ومن قوم لآخرين في نفس المنطقة.
2- " دقيتْ دقيتْ وإيديّ تجرّحوا وْقنديلكن سهرانْ ليش ما بتفتحوا "
دقْ 2 – قي 2 – تْ – دقْ = 2 2 ه 2 = متْ فا عْ لُنْ
وهذا ما يجعل الساكن قبل السبب يبدو معادلا للمتحرك، بل كأنما هو تسكين له وهو كما تلاحظ لا يأتي إلا بعد ممدود
وكذلك أمره في الإلقاء أو التلحين في الفصيح كما تفضلت في أغنية أم كلثوم.
3- " الأوله في الغرام والحب شبكوني
والثانية بالامتثال والصبر أمروني "
استوقفني كثيرا ما ذكرته في كتابك عن هذه الظاهرة. فقد خطر لي دراسة ما ينجم عن حذف ساكن الوتد في أي بحر فيتحول جراء ذلكغلى الخبب، أما تحريك ساكنه فلم يخطر لي ببال حتى قرأت قولك في بيتي بيرم التونسي وأغنية فيروز :
زروني كلّ سنة مرة ......... حرام تنسوني بالمرة
وخطر لي أن أتتبع ما حسبته تطور التغيير في وزن الصدر على غرار تتبع الإعلال والقلب في النحو كما يلي:
زروني كلْ سنهْ مرّهْ
= زرو 3 – ني 2 – كلْ 2 – سنهْ 3 – مرّ 2 – رهْـ ه = 3 2 2 3 2 2
= مفاعيلن مفاعيلن
زروني كلِّ سنهْ مرّهْ
= زرو 3 – ني 2 – كلْ 2 –
لِ 1– سنهْ 3 – مرّ 2 – رهْـ 2 = 3 2 2
1 3 2 2
= مفاعيلن
ومفاعيلن
زروني كلِّ سنَ مرّهْ
= زرو 3 – ني 2 – كلْ 2 –
لِ 1– سنَ 3 – مرّ 2 – رهْـ 2 = 3 2 2
1 1 3 2
= مفاعيلن ومفَعيلن
وصحيح يبدو وكأن ساكن الوتد قد تحول إلى متحرك، ولكن هذا التتبع يطرح احتمالا آخر وهو أن ما تم كان
إضافة متحرك بين التفعيلتين (مفاعيلن و مفاعيلن ) ثم تخبيب التفعيلة الثانية بحدف ساكن وتدها.
فصار الوزن ( مفاعيلن ومفَعيلن )، وإلى هنا فلا فارق بين توصيفك وتوصيفي. ولكن الأهمية والفارق تكمن في محاولة تقليد كل من الطريقتين في تفاعيل أخرى
فقياسا على رأيك يتم تحويل فاعلاتن فاعلاتن = 2 3 2 2 3 2
إلى فاعلاتن فاعلأَتُنْ = 2 3 2 2 1 1 1 2 = 2 3 2 2 1 1 3
وعليه : يا حبيبا كلُّ أملهْ ...........أن يُرى يوماً بعمَلِهْ
وقياسا على الاحتمال الآخر
تتحول فاعلاتن فاعلاتن = 2 3 2 2 3 2 إلى فاعلاتن وفاعلَتُنْ = 2 3 2 3 1 3
وعليه ( ويشبه مجزوء المتدارك)
يا حبيباً بدايتهُ...........أشبهتها نهايتُهُ
وربما أعود لبيتي بيرم .
المفضلات