مقدّمــة


بما أنني أقوم بعرض المادّة لغير العالمين بالعروض أو الأوزان.. فإنني أبدأ حديثي بالمصطلح الذي مؤكّد الجميع يعرفه.. الشــعر..
عُرِفَ الشعر منذ قديم الزمان بين العرب و لم يكن هنالك من وجود للعروض حتى ظهر الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله الذي أسّس و أوجد علم العروض و علم التفعيله الذي لخّصه العلماء من بعده و تلاميذه بدوائر العروض أو ( دوائر الخليل) التي تمثّل تفكير الخليل و عبقريّته الرائعة...

بحيث كانت هذه الدوائر ملخّص للتفاعيل المختلفة في بحور الشعر التي حصرها الخليل في خمسة عشر بحراً..
و لنسير في مصطلحات نعرفها أثناء حديثنا .. أقدّم هذه التعريفات التي وضعها الأستاذ خشّان مؤسس العروض الرقمي..
  • العروض : علم أبدعه الخليل بن أحمد وضع فيه مقياسا لتمييز المكسور من الصحيح في الشعر.
    الوزن : هو قياس الشعر بمقياس الخليل الذي بينه في عروضه
    بحور الشعر : هي أوزان الشعر مقسمة على خمسة عشر بحرا كل بحر له وزن يميزه عن سواه.
    القافية: هي ما يتكرر في آخر كل أبيات القصيدة، معبرا بالتكرار عن ثبات الموسيقى في آخر البيت


ظهر بعد ذلك ما يسمّى العروض الرقمي الذي قدّمه الأستاذ خشّان في كتابه ((العروض الرقمي)) و الذي بدأ رحلته فيه بمحاوله أن يثبت أن الأرقام تستطيع تمثيل أي وزن، ثم بدأ بحساب قيم التفاعيل رقميا وإعطاء قيمة لكل زحاف و فعلاً نجح في هذا فقد خرج بما يسمى (( العروض الرقمي)) أيّ تمثيل بحور الشعر رقميّا الذي و بالحقّ أثبت جدارته سواء في عالم الشعر و الأدب العربي أو في عالم البرمجة و استخدام العروض الرقمي الأيسر في برمجة العروض..
قال الأستاذ خشان مقولته التي أعتبرها أجمل مفهوم يُعطي العروض الرقمي معناه الأكبر:
((عندما بدأت بالرقمي كان همي هو أن أثبت أن الأرقام تستطيع تمثيل أي وزن، ثم بدأت أحسب قيم التفاعيل رقميا وأعطي قيمة لكل زحاف، وهذا كما تعلمين بعيد عن منطق الشمولية وتكريس للنظرة الجزئية، ثم بدأت الأرقام تضيء الطريق لنظرة أشمل وبدأت الصورة تتضح تدريجيا كما يحصل في الكلمات المتقاطعة.
ولهذا أقول إن مفهوم الشمولية والإحساس به بشكل عام بدون تقييده ببحر هو الأهم في الرقمي. وهو الذي يمثل فكر الخليل كما تبينه ساعة البحور. وكما يستشف من وضع تفاصيل التفاعيل في إطار كلي ينتظمها.
وهو الجدير بأن يكون رسالة تعلم التفكير في العروض وسواه))
و لهذا فإنّني أعرض رؤيتي اليوم في برمجة العروض بناءً على نظرة الأستاذ خشان في العروض الرقمي...
و بهذا أبدأ بنبذة صغيرة عن العروض الرقمي أركّز فيها على ما أسعى إليه من خلال عرضي هذا و هو برمجة العروض..
و سأعرض في البداية فكرة عن برمجة العروض لأبيات مشكّله من قبل الشاعر أو المستخدم ثمّ سأتطرّق إلى برمجة العروض لأبيات غير مشكّله يشكّلها الكمبيوتر..