أخي وأستاذي الكريم مؤمن
أسئلة مهمة وإجابتها ستكون جد مفيدة خاصة في تقديم الرقمي لمن لا يعرفونه من القراء.
كما أني أعتقد أنها ستساعدك على عبور حاجز ليس هينا بين تجزيئية وتجسيدية التفاعيل من جهة وشمولية وتجريد الرقمي من جهة أخرى، وهو حاجز عانيت منه ولا أزال ويعرف المعاناة هذه كل من تعلم الرقمي بعد التفعيلي. وليس ذلك ناتجا عن خلل في التفاعيل بل عن خلل في درسها كجزئيات غير مرتبطة بمنهج الخليل فتحولت عبر القرون من أدوات لشرح منهج الخليل إلى مُبَرْمِجات للتفكير التجزيئي بمعزل عن شمولية المنهج بل على حسابه، وهو أمر لا يقتصر على العروض بل امتد في فكر الأمة لما هو أخطر بكثير. وهذا ما صوره الأستاذ ميشيل أديب بقوله
في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:
" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
وما كان الأمر يتطلب أفذاذا لإدراكه لولا ما تراكم في الأذهان من هذا المنهج التجزيئي القائم على الحفظ على حساب فهم شمولية منهج الخليل الذي يستدعي التفكير والفهم، وذلك ليس ذنب الخليل. إنه تسجيل لمسار الفكر بين الإبداع والتقليد.
سيتطلب منك الأمر تركيزا وصبرا وجهدا كبيرا على العدل بين المألوف المتمكن والجديد الذي أتوقع أنك لا زلت تراه بنظارة ذلك المألوف المتمكن شأن كل من درس الرقمي بعد التفعيلي وأنا أول شخص في هذا الباب. ولكن الجهد والصبر والتركيز بمثابة مخاض أتمنى أن يكون خيرا للغة والأدب والعروض والفكر على يديك، فمن شأن ما يبذل فيه الجهد أن يكون متينا.
على أنها - أي هذه التساؤلات - لا تخطر لمن كان الرقمي وحده مدخله للعروض فهي عنده من البدهيات.
وأفضل أن أؤجل إجابتي لأرى مشاركة أعضاء الرقمي آملا أن يدلو بآرائهم.
وبانتظار ذلك أرجو أن تتكرم بمطالعة هذا الموضوع وتفرعاته :
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=1648
أشجعك على أن تمضي في هذه السلسة التي أثق أنها ستجيب على تساؤلات لا تجد من يطرحها وأنت أهل لذلك.
يرعاك ربي.
المفضلات