بسم الله والحمد لله

في محاولة لتهدئة هذا الجو المتوتر بين الأستاذين الفاضلين الكبيرين أقول :

لم ألحظ تجاوزا لأحدكما في تعدي أصول الحوار تعديا مزعجا .. ولكني لاحظت فقط أن عبارة الأستاذ الغول قد فهمت بما يتجاوز المقصود منها

فقد قال أستاذنا غالب :

( ومن الحرام أن ننشد آيات الله , أو أن نغنيها , حتى وإن قبلت بعض الآيات لمسيرة الإيقاع ) لأن الله يأمرنا بقوله ((( ورتل القرآن ترتيلا)

وحتى الآن هذا كلام عام موجه للجميع ولا يقصد به الأستاذ خشان خاصة إذ أنه لم يتغن بالقرآن لأن المنتدى كتابي ولا صوتيات فيه .. فكلامه حتى الآن لا غبار عليه ولا تهمة فيه للمنتدى.

ثم بدأ يخص الأستاذ خشان في قوله :

والنصيحة هنا لأخي خشان ( أن لا يتعرض لآيات الله في تشبيهها بالشعر ..

وهنا لاحظت توترا شديدا في رد فعل الأستاذ خشان ومعه الحق إذ فهمها بما تجاوز مضمونها فقد فهمها بأنها اتهام صريح بامتهان كلام الله .. حاشا لله.

ومن هنا كان ردة فعلته بالغضب والتوتر طبيعية إذ لايقبل أي مسلم أن يتهم بمثل هذا

ولكننا إذا فهمنا العبارة في إطار معتدل فلربما سنتفهم الأمر دون توتر أو غضب .. فأستاذنا غالب ينصح المنتدى بعدم تشبيه آيات الله بالشعر.

وهل المنتدى يشبه آيات الله بالشعر

آراء كثيرة تقول إن مجرد تقطيع آيات القرآن هو تشبيه لها بالشعر لأنك تجري عليها ما تجريه على الشعر بينما أن القرآن لم ينزل لأجل ذلك .. مازلت أبين ما تقوله تلك الآراء .. فإنها تقول أن القرآن نزل للتلاوة والتعبد والتدبر والعبرة والتأمل والعمل بأحكامه .. ولم ينزل لاتخاذه تمائم أو للتبرك أو زينة أو للتغني أو غير ذلك من الأمور غير المشروعة.

وأنا أرى أن أمر التقطيع يحتاج إلى فتوى إذ أن الأمر يتعلق بقدسية كتاب سماوي يتبعه مئات الملايين من البشر.

أما رأيي الخاص فهو أن الأمر مادام فيه خلاف .. إذن فهو فيه شبهة واجتناب الشبهات أولى وخصوصا أنه ليست هناك ضرورة تدعو إلى تقطيع آيات القرآن.

وأقول للأستاذ خشان إنك مأجور إن شاء الله بحسب نيتك ؛ فحينما أردت أن تنظر في القرآن كان دافعك التفاؤل به وإدراك بركة القرآن في تحصيل العلم ، فأنت مأجور بنيتك إن شاء الله .. كذلك إذا قررت أن تخرج القرآن من هذه الدائرة فأنت كذلك ستكون مأجورا بنيتك حينما تكون نيتك الابتعاد عن مواطن الخلاف والشبهات وتقديس القرآن عن أن نجري عليه ما نجريه على الشعر من تقطيع أو ما شابه ؛ خصوصا أنه لاضرورة تضطرنا إلى ذلك.

الخلاصة أن الأستاذ غالب ينبهنا أننا وقعنا في شبهة تشبيه القرآن بالشعر - وهذ رأي موجود كما وضحنا -وينصحنا بترك ذلك ولم يتهمنا بامتهان القرآن لا سمح الله

فكلامه في هذا الإطار مقبول ولا غبار عليه

أما اتهامه بامتهان القرآن - ولا أظن أبدا أنه يقصده - فلن بكون مقبولا ؛ وهذا للأسف مافهمه الأستاذ خشان مما جعله يتوتر ويقول :

((( سبحان الله العظيم .. أنا شبهت القرآن بالشعر يا أستاذي ؟ .. هذا اتهام خطير وصرف للحوار عن سياقه ..حوار يصل بأحدنا إلى اللجوء لهذا الأسلوب من الخير أن يتوقف))).

فنحن نعذر الأستاذ خشان لغضبته الشديدة .. ولكن بعد هذا التوضيح الذي لا أشك في صحته ؛ أرجو أن تهدأ النفوس ويتصافى الخليلان الكبيران.

شكرا لكم أساتذتي