أخي الفاضل الأستاذ خشان , حفظه الله ورعاه ,
أنت تعلم بأن الرأي الحر والنقد النزيه لا يفسد للود قضية , فأنت تعلم بأن الصداقة والمحبة شيء , والمناقشة العلمية شيء آخر , لأن صداقتك لي شخصياً وأحترمك والله غاية الاحترام , ولكن العلم يا أستاذ خشان ليس لي وحدي , بل هو للجميع , وقول الحق قد ظهر جلياً في مقالاتي منذ عدة سنوات , أنت تعلم بأن لي نظرية النبر الشعري عام 1997 , وهذه النظرية قد كتب لها النجاح بإذن الله , لأن مسارها علمي يتناول شقي العروض ( الإنشادي والموسيقي ) وأقولها بصراحة , إن الشق الثاني وهو الشق الموسيقي لا يمكن فصله عن العروض البتة , فينبغي أن نعرف معنى الإيقاع بلغة الموسيقى وليس باللغة الأدبية , وعندما نعرف معنى الإيقاع وحدوده , فإننا سنعود إلى الوحدات الإيقاعية التي اخترعها الخليل بن أحمد الفراهيدي , أي أننا سنعود إلى التفاعيل برمتها لنتعرف على حدود المقاييس الوزنية الرباعية والثلاثية , أي سباعية الحروف وخماسية الحروف , وبغير هذا المنطلق سيظل عملنا يشوبه النقص , وأنا تحاورت معك عدة أشهر , ولم تحاول الاقتناع , وعندما قرأت اسمك على يمين الصفحة ثم مررت أثناء قرائي للعبارة التالية :
((((و حيث أننى قد شُغفت بحب الشعر و الأدب, فقد كانت لى محاولات فى كتابة الشعر, و كنتفيها أحاول الوزن بالفطرة, فكنتُ أحدث إيقاعا منظما بالدق بأصابعى أو بسن القلم علىالمكتب بينما أقوم بالقراءة البطيئة لما كتبته و التدقيق لملاحظة مواضع الشذوذ عنالإيقاع, ثم محاولة إصلاحها, و بعد فترة و جدتُ أننى قد أستطيع تحديد مواضع الكسرفى الأعمال التى يكتبها بعض الهواة .))
علمت أنها من لغة خطابك , لأنك تنكر أهمية النبر الشعري , وحتى أنك تنكر وجوده في الشعر , وهنا وقفت لحظة تأمل , قائلاً :
((( كيف الأستاذ خشان يتجاهل النبر الشعري , بينما ( سن قلمه ) يدق على الطاولة , بالنقرات والدقات التي هي نفسها النبرات . فقمت وعلقت على هذه العبارة من جملة تعليقي على العروضيين كلهم ( رقميون أم تفعيليون ) لأنهم لا يدركون أهمية النبر الشعري في خلق الإيقاع .
وعليه فلم يكن النقد موجه للرقميين فحسب , بل كان النقد شاملاً لكل من علق على الرابط المذكور ,
أشكرك يا أستاذ خشان , وأرجو أن نصل جميعاً إلى مستوى نقدي واسع ليعرف كل منا مدى نتاجه العلمي لفائدة الأجيال القادمة .
أخوك غالب احمد الغول
المفضلات