من مقدمة كتاب اقتصادنا للشهيد " محمد باقر الصدر" يرحمه الله

"حينما أخذ العالم الإسلامي ينفتح على حياة الإنسان الأوروبي ويذعن لإمامته الفكرية وقيادته لموكب الحضارة بدلا عن إيمانه برسالته الأصيلة وقيمومتها على الحياة البشرية بدأ يدرك دوره في الحياة ضمن إطار التقسيم التقليدي لبلاد العالم الذي درج عليه الإنسان الأوروبي....."

ما تفضل بها الأستاذ محمد ب. والأستاذة رغداء زيدان صحيح، وصحيح كذلك ما كتبه الأستاذ ياسين سويد. ولكني هنا أود أن أنظر نظرة شمولية، يعبر عنها أحسن تعبير ما ورد في المقدمة أعلاه.
فهل ما جاء في قاموس وبستر منقطع عن سياقه العام؟
ألم ينجح الغرب في جعلنا ننظر إلى أنفسنا من خلال الإطار الذي رسمه لنا.
اللغة الإنجليزية من حيث الخصائص قزم بجانب العربية، أفلا نسأل أنفسنا لماذا عمت العالم وتنحصر لغتنا منذ قرون؟ ولولا هذه السيادة للإنجليزية أكان لما يقوله قاموس وبستر هذه الأهمية.
اللغة تسود بسيادة أهلها. وتنزوي بانزوائهم.

ثم التركيز على دور اليهود والصهيونية العالمية في مواجهة أمتنا وتضخيمه، وإهمال سواه، أو وصف هذا (السِّوى ) بالصداقة، ألا يندرج هذا في نفس النظرة التي برمج الغرب فيها نظرتنا لأنفسنا وله وللآخرين ؟
منذ انتهاء اليهود من المدينة المنورة، هل كانت لهم دولة تناصب أمتنا العداء؟ وهل كانت أمتنا مرتاحة في غياب دولة اليهود؟ أم أنها كانت تواجه من هم أهل لعدائها من الروم؟
إن في تصوير اليهود عدوا رئيسا للأمة محمد فيه زراية بهذه الأمة. فهم لا يستحقون أن يكونوا أعداء أو حتى أصدقاء لأمة محمد.
لكنه نجاح الغرب في برمجة نظرتنا إلى أنفسنا وله وللآخرين. حتى بتنا نلقي بالسمؤولية عما يحيق بنا - بعد استبعادنا لمسؤوليتنا الذاتية - على العصا لا على من يحملها ويضربنا بها، ليس هذا فقط بل حتى صرنا نشكو العصا إلى حاملها. وحتى امحت من أنفسنا آثار مهمتنا في القوامة على البشرية وهدايتها لمنهج الله."
ولو أردنا حصرا لمظاهر هذه البرمجة فسيعيينا الحصر.
ولا جدوى من أي جهد لا يرتبط بشمولية النظرة ويستنير بالوحي الذي يحدد له الأهداف التي تليق به والطرق الموصلة إليها. فهل نستطيع وقد صرنا كالآلات المبرمجة أن نغير برنامج أنفسنا؟
الجواب إن البرنامج لا يزول إلا بما هو أقوى منه؟
فهل ثمّ أقوى من البرنامج الغربي العلماني الديموقراطي الليبرالي؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } - الحديد28
- صدق الله العظيم.