http://www.kassalahome.com/arch29/in...showtopic=1227
الهمبتة :- هى نهب الابل ومن يمارسها يسمى همباتى وظهرت فى السودان بصورة واضحة فى التركية السابقة ثم العهد الانجليزى ... وهولاء الهمباتة يتشابهون الى حد ما مع صعاليك العرب امثال السليك بن السلكة عروة بن الورد وعمر بن معد يكرب الزبيدى .. وغيرهم يتشاركون معهم فى الفروسية والبسالة والشجاعة النادرة ... وخوض المصاعب وغمارات الحرب ... غير ان الهمباتة يتميزون بانهم لا ينهبون ابل الشخص الكريم الشهم والمشهور بقضاء حوائج الناس ... لا ينهبون الابل التى تملكها المراة ... لا يسلبون ابل الجار ولا العشير ولا المنطقة التى يقطنون بها .... يشتهرون بنجدة الضعيف والمظلوم ....الكرم والجود فالواحد منهم ينفق كل ما عنده لغوث اهل الحاجة ... يهتمون بالرفيق والواحد منهم يستبسل من اجل حماية رفيقة ...
لا ينهبون ابل العشير ولا الجار ولا من المنطقة ونجد ذلك واضحاً فى قول الشاعر :-
كم شديت على التلب الكزازى اب دومة
وكم قطعتهن من سنجة طالبات رومة
الروح ما بتفارق الجتة قبال يومه
يا ريت كل نسلم من فلانة ولومة
انظر الى ( من سنجة طالبات رومة ) وهو يعنى بانه اتى بهذه الابل من غرب النيل الازرق متجهاً بها الى منطقة اروما بشرق السودان .... فالشاعر ليس من منطقة النيل الازرق
لا ينهبون ابل الانسان الكريم بل ابل البخيل والذى يبخل حتى باخراج الزكاة ونجد ذلك فى قول الشاعر :
اهل ام قجة دايماً بالحديث يتحكوا
ويات من كان بقول فى الضكرة مقطوع شكوا
هن حالفين ان شافوا وجوهنا ما بينفكوا
نحن مسلطين من الله للمابزكوا
فى البيت الاخير يعتبر نفسه هو جابى زكاة ليس الا لان صاحب هذا الابل لا يخرج الزكاة ( يعنى ديوان زكاة )
*************************
يا سيدى الحسن ساعة المهاجره اللفوا
يلقوا الغدرة فى ابل البدان يشفوا
البكرة التجيك ريشة الهبوب بزفوا
يخلوا سيده يخمش فى التراب ويسفوا
ابل البدان :- اى ابل اولئك الاغنياء الذين لا يساعدون ضعيف ويرحمون فقير ...( ابل البعشى مريتو قبال جارتو ) ... ذلك الذى يحلب اللبن ويعشى زوجته قبل جارته فهذا عند الهمباتى احق بان تنهب ابله ....
الاخلاص للرفيق :- والرفيق هو الصديق والزميل الذى يرافقك طول رحلة الهمبتة قصرت ام طالت وهنالك مصطلحات وكلمات متداولة عند الهمباتة مثل ( الوسيق ) هى الابل المنهوبة ...( القران ) وهو ربط الابل مع بعضها البعض اثنين او ثلاثة مع بعضها البعض ...( الفزعة والفزع ) هم اهل الابل عندما يدركوا الهمباتة قبل ان يصلوا الى مبتغاهم ... فالهمباتة غالباً عندما يدركهم الفزع يتركون الابل لاصحابها ... ويقفون جانباً فاهل الابل اذا اخذوها وعادوا بها تنتهى الامور على سلام ولكن اذا حاولوا ان يقبضوا على الهمباتة فحينها تدور المعركة ... فالهمباتى لا يسلم نفسه ابداً مهما كان الامر ...
يوم فزع الرفيق يا الجاهلة ما نفز
والحاج فرتق العجل الحديدو يرز
وهولاء عندما ادركهم الفزع وحاولو ان يقبضوا عليهم ... فانظر اليه يخاطب ( الجاهلة ) ... وذلك عندما حاول الفزع ان يقبض عليهم ولكن الحاج ( وهو احد الهمباتة ) ... اطلق عليهم النار بكثافة على ( لورى الفزع ) ورقدوا سلطة لا لستك ولا يحزنون ...
واقفين باسرر من اللحم جفينا
لومينا يا ( ام حمد ) ام بقيت رفينا
وقال اخر
امانة يا السجن ما جوك رجال ندماك
قاطعين البتاوق لهوى الشباك
كم حالين مضيقاً ضارب الكوراك
وللنوق المداقاناة دمهم مدراك
انظر الى هذه الصفات :- ملازمة السجن تحمل ويلاته ... وكم حلوا مشكلة وكم خلصوا من ضاقت ىعليه السبل .... وفى سبيل هذه المهنة يبزلون دمائهم رخيصة ...
استهجان سرقة البيوت والدكاكين وبقية الحيوان :
الهمباتة لا ينهبون الا الابل فقط ... وما عدا ذلك يجد عنهم الاستهجان والاستحقار كما فى قول احدهم :
ما سألونى عن ساعة السؤال قريت
وما نى التمبل الدايماً بقول سويت
ان برداً قروش ما نى البخيل صريت
وان حراً بكار ماهن صفائح زيت
لم يعترف ابداً بما فعلة ومن معه ... ولا يتحدث ويتفشر بما عمله ... وان باع هذه الابل فلم يبخل بها بل سيصرفها كلها ..... وان تم القبض عليه واودع السجن فهو ليس نادم لانه نهب ابل وليست صفائح من الزيت او شوال بصل او (ديك )
وجة صرف هذا الاموال :
الهمباتة دايماً ما يصرف هذه الاموال على ملزاته الخاصة ... ويجود منها على بعض الفقراء والمساكين .... والهمباتة اشتهروا بعطفهم الشديد .... وبكرمهم فاغلبهم ماتوا فقراء لم يورثوا ... لا انهم ينفقونها فى لحظتها :
مسارياً على كسمور بجن قطاع
مراديف كلهن من الصعب للطاع
قامولهن جنيناً فى الطلق بتاع
بكافوبهن سوالف العقربن لطاع
بكافوبهن سوالف العقربن لطاع ( وكل يكافئ ليلاه )
فرد عليه احد اصحاب الابل من يسكنون منطقة كسمور وهو جبل يقع فى الجانب الجنوبى الغربى لمدينة حلفا ج :
البكر المسارى الادرتت عطافتو
استأمن خلاص من القران ومخافتو
الداير فراق مرتو وتريم طافتو
اليمرق على كسمور بخربو قيافتو
دعوة للدراسة وليست للهمبتة ....
المفضلات