أخي وأستاذي خشان
أختي الكريمتين نادية حسين و أم فراس
باختصار هذا فتح جديد في فهم الشعر
وهو و إن كان ذا علاقة وطيدة بالعروض فهو متشعب يشمل
كثيرا من أنواع العلوم ..
بقراءة سريعة لما في الرابط الأول الذي أرفقه الأستاذ خشان أقول راجيا التوفيق من الله:
بالنسبة للعروض الرقمي نستطيع تمثيل الابيات بالأرقام دون * ويكون تمثيلنا صحيحا
لكن للنجمة * أهمية باعتبارها تمثيلا للمقاطع المنتهية بساكن لتمييزها
عن المقاطع المنتهية بححرف مد كالألف والياء والواو ..
وأهميتها بالنسبة (لمن لا يريد الغوص في الأعماق النفسية والحالة الشعورية للشاعر
أو ما يريد الإيحاء به) تكمن -في رأيي المتواضع- في تعلم الإنشاد..
ونصيحتي أن تعلم تلك الطريقة وفهمها مفيد جدا لمن يحب الشعر
لأن فهمه للشعر ونظرته له سيختلفان اختلافا جذريا
لعل هذا الاقتباس يوصل الفكرة ولا أظن أن أحدا سيفرط
في أداة جديدة مثل هذه تساعد على تذوق الشعر وفهم نفسية
الشاعر وما يريد الشاعر أن يوصله لنا في بيته أو في قصيدته:
لنقارن بين هذين البيتين :
ولَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ**عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتلي
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً**كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
نلاحظ أن البيتين من قصيدة واحدة للشاعر نفسه
ووزنهما واحد هو الطويل، لكن لو جربنا إنشادهما
فإننا سنستشعر اختلافا إيقاعيا كبيرا بينهما؛ ففي حين
نحس أن اللسان لا يطاوعنا في إنشاد البيت الأول بسرعة
وانطلاق ونجد فيه ثقلا يشبه ثقل الليل المرخي سدوله(مما يعبِّر
عن الحالة النفسية بدقة متناهية وعجيبة)، نجد أن اللسان ينطلق
بالإنشاد في البيت الثاني وكأن ذلك يعبر حقيقة عن سرعة هذا الجواد ..
و لو جربنا استخدام كلمات أخرى مكان (مكر مفر) -مثلا- مع المحافظة
على وزن الطويل فستضعف سرعة الإيقاع عند إنشاد البيت وسنستشعر تغيرا ..
جربوا ذلك بأنفسكم للتأكد..
أرجو أن أكون فهمتُ وأفهمتُ
ولي عودة إن شاء الله
تحيتي
المفضلات