حضرة الأستاذ الفاضل / خشان
أشكر لك حسن لطفك ، ورقي أخلاقك ، ونظرتك الموضوعية للقضايا ، وأعتذر اعتذارا شديدا عن تأخري في الرد ؛ وما منعني إلا بعض المشاغل المتصلة بالعمل ، إضافة إلى أني كتبت الردّ كاملا وعندما أرسلته ذهب أدراج الرياح .
أخي / من كلّ ما سبق أجد أنّنا نتفق في جوانب ، ونختلف في أخرى ، بالنسبة لكون الحركة صفة للصوت قد أوافقك الرأي بالنسبة لحركة البناء الثابتة ، أو حركة الصيغة الصرفية ، ولكن عندما أنظر للحركة الإعرابية المتغيرة بتغير موقع الكلمة من الجملة أرى أن الحركة ( الصائت القصير ) لا يمكن أن تكون إلا صوتا مستقلا بذاته ، وبالتالي لا يمكن أن تكون صفة للصامت ، ولا يزال في نفسي شئ من هذا الأمر ..
وكثيرا ما وجدت شيئا من التكلف في التقطيع الصوتي عند المحدثين ( الرمز للصائت القصير بـ ح ) ؛ ولذا فالخلاف هنا نسبي ،إلا أنّه لا يؤثر على المضمون ؛ خاصة وأنّه يتناسب مع ما ذكره الخليل فهو جيد في بابه العروضي .
وكما أعجبك ما ذكره د. رجائي فقد أعجبني أيضا .
أمّا ما أختلف معك فيه فهو نواة المقطع ؛ فمن المعروف في علم الأصوات وهذا ما أثبتته الدراسات المعملية أنّ المقطع يتكون من مجموعة أصوات تشتمل على حركة واحدة ، هذه الحركة هي التي تمثل نواة المقطع أو مركزه ، وفيها تبرز ظواهر الأداء نظرا لقوتها ووضوحها في السمع بينما يقلّ أثر هذه الظواهر في بقية الأصوات نظرا لقلة وضوحها في السمع ، ولا أقصد هنا النبر ، وإنما أقصد النبر وغيره من التنغيم والتزمين والإطالة ..... .
أمّا بالنسبة للنبر وأثره في الوزن فلم أشر إليه ؛ لقناعتي الشديدة أنّ لغتنا العربية امتازت عن غيرها من اللغات في كثير من الخصائص ، ولن يضيرها أن لا تكون نبرية ؛ بل النبر موجود بها ولا خلاف في ذلك . أمّا الوزن فثابت ، والنبر متغير من الصعب تحديد موقعه
أخي خشان /
آمل أن أكون قد أوضحت وجهة نظري في هذه العجالة السريعة .... ولعلّ لي عودة .
بالنسبة لدخولي المباحث الأخرى فقد دخلت في الفعل ، ولكن على مهل .
أخووووك
نوااااااااف
المفضلات