وقد لا يصحح الناقد البيت ، أو يبين موضع الخلل ، وإنما يكتفي بالإشارة إليه في ثنايا كلامه ، أو في هامش من هوامش كتاباته ، ومثال ذلك تعليق ( محمد بن العباس القباج ) على بيت يقول فيه عبد الله القباج :
عَليْهِ وَعَلى آلِهِ أزْكى صَلاة*** تُضيءُ بِها وُجوهَ مسامِرينَا
3 1 1 3 2 3 2 2 3 2 *** 3 1 3 3 1 3 3 2
البيت من الوافر و الخطأ في الصدر
ولكي ينضبط الوزن ، وعلى سبيل المثال يصبح البيت :
له (و) ولآله (ي ) أزكى صلاة *** تضي بها وجوه مسامرينا
3 1 3 3 2 2 3 2 *** 3 1 3 3 1 3 3 2
3 ((4 ) 3 4 3 2 *** 3 ((4 ) 3 ((4 ) 3 2
فيقول القباج الناقد : \' وقع له اختلال في الشطر الأول من البيت تركناه كما هو \' [12] .
ونصادف في بعض الأحيان استدراكات على بعض الأشعار المكسورة ، ولكن ليس لأن أصحابها هم مرتكبو هذه الأخطاء ، بل لأن كثيرا من النقاد ينقلون أشعارهم خطأ ، فلا يعرف من المخطئ ؟ أهو الشاعر أم الناقد ؟ وهنا يأتي دور الناقد الموضوعي الذي يتتبع الهنات ، ويصحح الأخطاء العروضية التي لم يكن للشعراء فيها ذنب .
ومن أمثلة ذلك ما نقرأه للناقد ( محمد الداودي ) الذي يستدرك على الناقد محمد الآمري المصمودي ؛ وهو يعرض للشاعر عبد الملك البلغيثي أبياتا من قصيدة عنوانها ( أرجيكم بني وطني) ، فيجد في روايته ( أي الناقد ) خللا في الوزن ، لا يشك في براءة الشاعر منه . أما الأبيات كما أوردها ( المصمودي ) فهي :
وَطيّارٌ يَطيرُ بـنـا*** لِنرقَى مَع الغَـيْرِ
3 2 2 3 1 3 ***3 2 3 2 2
وَغَوّاصٌ يَغوصُ بِنـا ***عَــلى قطع الدّرِّ
3 2 2 3 1 3*** 3 1 3 2 2
وهل كصانع الشعـــ***ـــب مــــن قـاض عـلى الفَقْرِ
3 3 3 2 ****3 2 2 3 2 2
الأبيات من الوافر (مجزوء)ولكن مكسورة
وقد صحح ( محمد الداودي ) الأبيات بما يلي :
وطيار يطير بنا*** لكي نرقى مع الغير
3 2 2 3 1 3*** 3 2 2 3 2 2
3 4 3 ((4) *** 3 4 3 4
وغواص يغوص بنا ***على قطع من الدر
3 2 2 3 1 3 ***3 1 3 3 2 2
3 4 3 ((4) *** 3 ((4) 3 4
وهلَّ كصانع للشعــ***ـب من قاض على الفقر [
13]
3 1 3 3 2 2 *** 3 2 2 3 2 2
3 ((4) 3 4 *** 3 4 3 4
ويذكر ( محمد الداودي ) بيتين للشاعر الغزلي عبد الرحمن حجي هما:
:
قَدْ رَاق لِي فِي هَوَاك الذُّلُّ وَالأرَقُ*** يَا مَنْ لَه الأسْوَدان الخالُ والحَدَقُ
2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 **** 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3
الله فِي كبِدِي وَمَا تُكــــابِــدُه*** يَا مَنْ لَه المُشْرِقَان الثغْرُ والعُنُقُ
2 2 3 1 3 3 3 1 3 *** 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3
الصدر مكسور والزحاف بحيث تصبح 22 =3 في حشو البسيط مرذول
ويشك الناقد في أن البيت الثاني غير مستقيم ، فيصححه بما يلي :
الله في كبدي مما تكابده**** يا من له المشرقان الثغر والعنق
2 2 3 1 3 2 2 3 1 3 *** 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3
ولا شك في أن البيت ؛ كما جاء به محمد الآمري المصمودي ؛ صحيح كذلك ، لأن وزن البسيط التام يحتمل تغيير التفعيلة الثالثة من ( مستفعلن ) إلى ( متفعلن ) التي أرادها ( الداودي ) أن تبقى سالمة . ولهذا الأمر وجدنا الشاعر عبد الرحمن حجي يثبت البيت في ديوانه [14] كما أورده المصمودي ، وكما أورده القباج في مصنفه [15] ، لا كما صححه الداودي .
ويروي محمد بن تاويت البيت المشهور لأحمد شوقي على الصورة التالية :
كذاك الناسُ بِالأخْلاقِ يَبْقى صًلاحُهُمْ*** ويذهبُ عَنْهُمْ أمْرَهُمْ حَيْثُ تذهَبُ
3 2 2 3 2 2 3 2 3 3 *** 3 1 3 2 2 3 2 3 3
(تم زيادة سبب في حشو الصدر )
فيتنبه محمد الداودي [16] إلى أن الشطر الأول غير مستقيم ، وأن صواب البيت هو :
* كذا الناس بالأخلاق يبقى صلاحهم ..* [17]
3 2 3 2 2 3 2 3 1 3
وعليه يصبح البيت (الطويل) بعد تعديل الكسر في الصدر:
كذا الناس بالأخلاق يبقى صلاحهمْ*** ويذهبُ عَنْهُمْ أمْرَهُمْ حَيْثُ تذهَبُ
3 2 3 2 2 3 2 3 3 **** 3 1 3 2 2 3 2 3 3
المفضلات