أخي فيصل

لم يعتبر العرب الرجز ولا المتدارك شعرا ومن باب أولى أن لا يعتبروا الخبب شعرا.

مع ملاحظة وجود الرجز والراجز لديهم مميزين عن الشعر والشاعر . وظلت نصوص الرجز محفوظة.

قال الحارث الهمداني : بينا أنا مع أمير المؤمنين . . في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب بالناقوس ، قال : فقال : . . . يا حارث أتدري ما يقول هذا الناقوس ؟ . . إنه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول : ( لا إله إلا الله حقا حقا ، صدقا صدقا ، إن الدنيا قد غرتنا ، وشغلتنا، واستهوتنا ، واستغوتنا يابن الدنيا مهلاً مهلاً ، يابن الدنيا دقّاً دقّاً ، يابن الدنيا جمعاً جمعاً ، تفنى الدنيا قرناً قرناً )

معاني الأخبار - 231
هكذا نقلته من أحد المنتديات وإن كان يكتب في كتب العروض على شكل شطرين مع تعديله لتلافي ما يخل بخببيته.
ثم إننا نتكلم عن مرحلية بدائية سبقت الرجز، ويفترض أن الرجز سبق الشعر في البدء، والشعر الذي وصلنا لا يتجاوز القرن الثاني قبل الهجرة فلعل الخبب كان قبل ذلك بل قبله بكثير في مرحلة الطفولة الإيقاعية.
والله أعلم.
وأنقل من الدورة :
ومن الآن فصاعدا سأنحو نحوا أخاله منطقيا في الربط بين بعض مظاهر العروض فيما بينها، وفيم. وليس هذا الربط حقيقيا ولا باطلا من حيث الدقة التاريخية. وأعرف أن معطيات أقل منطقية منه في غير مجال قد يصنفها أصحابها على أنها حقائق علمية. ولكن الدقة والأمانة تفرضان عدم إصدار أحكام بلا بينة. وكون الربط منطقي ليس أكثر من مؤشر في هذا الصدد ولكنه لا يرقى إلى مرتبة الدليل. على أنه في غاية الفائدة في تكوين تصور شامل. وأغلب ما يتصل بهذا الشأن تفكير بصوت عال واستعراض لاحتمالات ومن شأن ذلك فتح آفاق التأمل والتدقيق، فإن من مسارات العلم حرية افتراض البدائل ومن ثم تدقيق كل منها ولا تعني حرية طرح البدائل صحتها جميعا أو حتى صحة بعضها، ولكنها الطريق الأمثل في البحث النظري خاصة للتوصل إلى ما يقارب المنطق أو حتى الصواب كما في قوله تعالى " أخلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " فطرح بديلين يظهر التفكير بطلانهما لا يتركان إلا البديل الذي يقبله الفكر وهو أنه عز وجل هو الخالق لا سواه. ولذا مسبقا أقول إن ما أستعرضه فيما يلي مجرد افتراضات قد تكون صحيحة وقد تكون خطأ وإن من شأن تمحيصها موافقة أو رفضا أن يؤدي إلى اقتراب أكثر من المنطق وربما من الصواب.

لنا أن نتصور أن الإيقاع كان مقتصرا على جنس الخبب الأول 2 2 2 2 2