النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: رد: أنشودة المطر " للسياب / دراسة وتحليل : عطاف سالم

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    في قلب الحس حيث يقطر الحبر في غسق الدجى
    المشاركات
    118
    بناء القصيدة
    أولاً : البنية اللغوية :
    إن اللغة الشعرية تقيم علاقات جديدة بين الإنسان والأشياء ، وبين الأشياء والأشياء ، وبين الكلمة والكلمة .
    ولما كانت تعبيرية جمالية انفعالية تستخدم للتعبير عن أحاسيس واتجاهات وإثارتها عند الآخرين([1])..
    فالسياب في (أنشودة المطر) يملك تلك اللغة التي يضع بها المتلقي في عمق التجربة لا على سطحها ..
    فالكلمات فيها تتخذ وزناً أثقل من الوزن الذي تحمله الكلمات نفسها عندما نصادفها في الكلام العادي ، مثل : لَجّ ، نشيج ، كركر ، دثار ... وغيرها .
    ولما كان استعمال مفردات معينة لدى شاعر معين يشير إلى أن حالة نفسية خاصة وراء هذا الاستعمال ، كان لكلّ شاعر معجمه الشعري ، والمعجم هو الشاعر نفسه ..
    ومعجم السياب أبرز ما يميزه هنا هو جملة المشبه والمشبه به ، وهو بتعبير أحدهم ملئ بأدوات التشبيه وأحرف النداء ، وعكازات لغوية([2]) لا حصر لها .. على سبيل المثال :
    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ..
    كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ ..
    فيرجع الصدى كأنه النشيجْ ..
    كأنها تهمّ بالشروق ..
    كالحب .. كالأطفال ..
    يا خليج .. يا واهب المحار والردى ..
    وإذا كان هناك من اتهم السياب بأنه شاعر يطير بجناح واحد لتدني مستواه الثقافي ، فيكفي القول إنه استطاع في هذه القصيدة أن يصور لنا مشاعره وأحاسيسه ، وليس فقط ينقلها نقلاً مباشراً .. استطاع أن ينتقي الألفاظ ذات الإيحاءات الأعمق سبراً في الفكر والحسّ ..
    ورغم أن الإفصاح عما يموج في النفس من معانٍ ، صعب على اللغة أحياناً ، إلا أن الشاعر يملك كفاءة وموهبة ، ويعي الطرق السليمة في التعبير والصياغات الفنية([3]).
    فضلاً عن توظيفه للتقطيع اللفظي ، ومهارات الكتابة التي تساعد في تكثيف اللغة ، كعلامات الترقيم مثلاً .
    " ولكي يتمّ تحويل آلام الدم إلى حبر كما يقول إليوت " ، لا بدّ من صنعة وإننا نلمحها هنا عند السياب في انتقائه لألفاظٍ ترجمت الدم والألم إلى حبر يدلّ عليه ، مستخدماً ألفاظ الغربة مثلاً ، كـ : نومة اللحود ، القدر ، دم دثار ، الوحيد بالضياع ، كالدم المراق كالجياع ، تنشج ، تئنّ ..
    وألفاظ الطبيعة مثل : تورق الكروم ، كالأقمار في نهر ، الظلام والضياء ، أقواس السحاب تشرب الغيوم ، ضباب ، كالبحر ، النجوم ... وغيرها كثير ، فضلاً عن المطر .. وألفاظ الصوت ، فإنها تعكس عمق تجربة الشاعر الانفعالية بتكثيف شعوري([4]) ودلالي معاً ، مثل : كركر الأطفال ، أصيح بالخليج : يا خليج .. فيرجع الصدى كأنه النشيج ، رعشة البكاء ، يهذي ..
    ومن الظواهر أيضاً في هذه القصيدة : ظاهرة التكرار ، فالتكرار فضلاً عن كونه خصيصة أساسية في بنية النصّ الشعري ، فإن له دوراً دلالياً على مستوى الصيغة والتركيب ، فهو أحد الأضواء اللاشعورية التي يسلطها الشعر على أعماق الشاعر فيضيئها([5]).
    وهذا واضح في تكرار لفظة المطر ..
    و : يا خليج ، يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى ..
    و : حمراء أو صفراء من أجنة الزهر ..
    و : كلّ دمعة من الجياع والعراة ..
    و : كلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
    أو حلمة توردت على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتي واهب الحياة !!

    rrr

    ([1]) الاغتراب في الشعر العراقي ، محمد راضي ، ص67 .

    ([2]) المرجع السابق ، ص70 .

    ([3]) من إجراءات النقد العربي الحديث ، د. محمد الحارثي ، ص33 .

    ([4]) الاغتراب في الشعر العراقي ، ص94 .

    ([5]) قضايا الشعر المعاصر ، نازك الملائكة ، ص43 .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    في قلب الحس حيث يقطر الحبر في غسق الدجى
    المشاركات
    118
    ثانياً : البنية التصويرية :
    ليس بمقدور الشاعر خلق صوره اعتماداً على اللغة ، وبمعزل عن العناصر البلاغية ، ففي كلّ الأحوال لا غنى للشاعر عن المجاز ، وفي المقابل لا تقف الصورة الشعرية عند حدّ التشبيه والمجاز ، بل إلى الصورة الذهنية ، والصورة باعتبارها رمزا ..
    إن الصورة الشعرية باختصار كما قال الشاعر الأمريكي (أزرا باوند) : " تلك التي تقدم تركيبة عقلية وعاطفية في لحظة من الزمن "([1]).
    ولقد تميزت القصيدة بغزارة الصور ، فقلما مرّت فقرة منها أو دفقة دون حشد من الصور الجميلة ، وتراوحت ما بين المجاز والخيال والرمز ..
    فهذه مثلاً بعض صوره المجازية في القصيدة :
    عيناك غابتا نخيل : استعارة تصريحية ؛ لأنّ الشاعر صرّح بالمشبه به ، وكذلك شرفتان .
    عيناك حين تبسمان : استعارة مكنية ، فقد شبه عينيها بإنسان ، حذفه وترك بعض لوازمه ؛ ليدلّ عليه فعل (تبسمان) .
    ومن الاستعارات المكنية أيضاً :
    ترقص الأضواء ، تورق الكروم ، كأنما النجوم تنبض في غوريهما فتستفيق ملء روحي ، تثاءب الماء ..
    ونشوة تعانق السماء ، مقلتاك تمسح البروق ..
    ومن التشبيه :
    كأنّ طفلاً بات يهذي ، كأنّ صياداً حزيناً يجمع الشباك ، وهذا الأخير هو تشبيه تمثيلي ؛ لأنّه شبه صورة الطفل الذي فقدَ أمّه بصورة الصياد الذي عاد دون صيد .
    كالأقمار في نهر .. تمثيلي أيضاً ... والتشبيه كثير في القصيدة ..
    ومن المجاز المرسل :
    - يا واهب المحار ، وعلاقته المكانية ، فالخليج هو المكان الذي يعيش فيه محار اللؤلؤ .
    - يا واهب الردى ، علاقته المكانية أيضاً ، فأعماق الخليج هو المكان الذي يلاقي فيه الغطاس حتفه حينما يغطس بحثاً عن اللؤلؤ .
    - ظلّ يشرب الردى ، وعلاقته السببية ، فالغريق يموت بسبب شربه للماء ، ومن نفس العلاقة : سيعشب العراق بالمطر ..
    - ويكثر الغلال فيه موسم الحصاد ، وعلاقته الزمانية ؛ لأنّ موسم الحصاد هو وقت جمع الغلال ونثرها على البيادر في القرى .
    ومن الكنـاية :
    - لتشبع الغربان والجراد : كناية عن الجشع والطمع الذي يتصف به الغرباء عن شعب العراق ، فهم كالجراد ، لا يترك وراءه شيئاً يقتات به الشعب العراقي .
    - أكاد أسمع العراق يذخر بالرعود : كناية عن الثورة ربما على الظلم ، وهي كامنة في نفوس العراقيين .
    ولما كان السياب منتمياً للمدرسة الرمزية بسبب اطلاعه على الأدب الإنجليزي ، فقد انعكست ثقافته وظروفه على إنتاجه الشعري ، ونجده هنا قد لجأ إلى الرمز ؛ إذ الرمزية ترى أن اللغة العادية لا تستطيع التعبير عن التجربة الشعورية([2]).
    فمن ذلك مثلاً هنا :
    - عيناك غابتا نخيل : فالنخلة ترمز للعرب ، فهي طعام أجدادهم المفضل .
    - والمطر : رمز الخصب والنماء والحياة ، وهو يكرر هذا الرمز دون ملل .
    - والغربان والجراد : رمز للذين احتكروا خيرات البلاد ، وكذلك رمز لهم بالأفعى .
    - يا خليج : فمياه الخليج رمز للخير المتمثل باللؤلؤ .
    - الرعود والبروق : رمز للثورة .

    rrr

    ([1]) الاغتراب في الشعر العراقي ، ص100 .

    ([2]) دراسات أدبية في الشعر العربي الحديث ، محمد المصري ، ص214 .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    في قلب الحس حيث يقطر الحبر في غسق الدجى
    المشاركات
    118
    ثالثاً : البنية الإيقاعية :
    إن الموسيقى لها أهميتها في نقل القيمة التعبيرية والتصويرية إلى المتلقي ، واللغة الشعرية من دون موسيقى تظلّ دائرة على محور ثابت ، فلا حوار ولا تفاعل تقريباً مع التلقي ، وليست مبالغة القول بأن الوزن هو الروح التي تكهرب المادة الأدبية وتُصيّرها شعراً ، فلا شعر من دونه مهما حشد الشاعر من صور وعواطف ، لا ، بل إن الصور والعواطف لا تصبح شعرية بالمعنى الحق إلا إذا لمستها أصابع الموسيقى ، ونبضَ في عروقها الوزن([1]).
    وبإزاء هذه القيمة الفنية لموسيقى الشعر ، ففي هذه القصيدة نمطان من الموسيقى :
    الأول : الخارجية التي تعتمد على الصورة الزمنية (التفعيلة) .
    والثانية : الإيقاع الداخلي الذي يفعل فعله في الموسيقى الخارجية من أجل توحيد القصيدة .
    هذا الإيقاع هو تلك الإحساسات الخاصة بالأصوات والألفاظ والتراكيب ، بحيث تكون مؤثرة في النص ، وقادرة على خلق الدلالات الجديدة ، والتي تنطلق من سياقٍ خاصّ ، ولعلّ هذا بعض ما ألمحتُ إليه في البنية اللغوية .
    فبالنسبة للموسيقى الخارجية أو ما يسمى بالإطار ، فلقد جاءت (أنشودة المطر) على طريقة الشعر الحديث ، وهو شعر يعتمد الدفقة الشعرية حيناً ، والتفعيلة الواحدة أحياناً ، ونلمح أن هذه الموسيقى تختبئ عند أنصار الشعر العمودي الوفي للتاريخ والتراث ؛ إذ غالب تفعيلاتها في بحر الرجز([2]).
    ووزنه الأصلي :
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    .

    مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    .
    ولقد دخله الخبن أحياناً ، مثل :

    عينـاك غـا / بتـا نخيـ / ـل ساعة الـ /
    /5/5//5 //5//5 /5/5//5
    مستفعلن متفعلن مستفعلن

    وهو أيضاً في القصيدة متراوح بين المجزوء والتام([3]).
    ولقد طوّع الشاعر بحر الرجز بما يناسب عواطفه التي اتسمت هنا في (أنشودة المطر) بالفوران ، والحساسية المفرطة بإزاء ما تعانيه العراق من جوع وعري وجدب .
    والرجز ذو فعالية راقصة استغلّه الشاعر لاستثارة (المطر) كي يتحرك لينهي الجدب ويوجد الخصب ، فكأن الشاعر هنا يشخص المطر ، فهو اختار الرجز مخاطباً من خلاله - وبطريق غير مباشر - المطر ، عارضاً حاله وحال بلاده العراق ، ملتمساً الحلّ والخلاص([4]).
    والسياب لم يتخطَّ القافية وهو ينظم قصيدة التفعيلة هذه ، بل أعارها اهتماماً كبيراً ؛ لأنّها " ركن مهمّ في موسيقية الشعر الحرّ .. تثير في النفس أنغاماً وأصداءً ، وهي فوق ذلك فاصلة قوية واضحة بين الشطر والشطر ، والشعر الحرّ أحوج ما يكون إلى
    الفواصل "
    ([5]).
    فهو يقول مثلاً :
    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ..
    أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمرْ ..
    عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ ..
    وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهرْ ..
    فالقافية هنا تمثل : ر . ر . ر .
    ويقول :
    تثاءب الماء ، والغيوم ما تزال
    تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقال
    كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
    بأن أمه .. التي أفاق منذ عامْ
    فلم يجدها ، ثم حين لَجّ في السؤال
    فالقافية متراوحة : ل. ل.. م. م. ل
    وجاءت العين ، والهمزة ، والدال كذلك من قوافيه في هذه القصيدة .
    أما الموسيقى الداخلية فهي تتمثل في تكرار الأصوات ؛ مما لها وقع خاصّ على الأذن ، فنجد مثلاً في المقطع الأول في القصيدة :
    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
    أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمرْ
    عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
    وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهرْ ..
    يرجه المجداف وهنا ساعة السحر ..
    كأنما تنبض في غوريها ، النجوم ...
    كرر الشاعر صوت الراء اثنتي عشرة مرة ، الأمر الذي أشاع إيقاعاً اهتزازياً في اللوحة ما بين انخفاض وارتفاع من تورق إلى كروم .. ومن كروم .. إلى ترقص ، ومنها إلى نهر .. ثم من يوجه إلى سحر .. ثم غوريهما ..
    وفي قوله مثلاً :
    وكل عام - حين يعشب الثرى - نجوعْ ..
    ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ ..
    وكلّ دمعة من الجياع والعراة ..
    وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ ..
    ... في عالم الغد الفتي ..
    نجد أن في هذه القطع قد تكرّر حرف العين إحدى عشرة مرة ؛ مما أسهم حقيقة في تصعيد الطبقة الإيقاعية .. والعين من أقصى الحلق ، ولا شكّ أنها صعبة المخرج ، ولقد جاءت ساكنة مرة ، وأخرى متحركة ، ثم إن جرسها مع ما تلقيه في النفس من ظلّ للكلمة ذاتها يعطينا صورة شاخصة على إكمال معالم الصورة ، وهي خطوة - بلا شكّ - في تناسق التصوير([6]) الذي يدلّ على مدى ما يكابده السياب من آلام ، وما يعتصره من مشاعر مكبوتة ينفثها حارة في هذه القصيدة التي حاول جاهداً أن يجعلها ممطرة ، وهي كذلك ، لكنها بغير المطر .
    والشاعر هنا أيضاً يومي إلى التلقي أحياناً بتوقع مجيء قافية ما من خلال السياق ، فيقول :
    كالبحر سرّح اليدين فوقه الماء ..
    ... والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ..
    فالماء يجر إلى الضياء ..
    ويقول قبلها :
    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ..
    أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمرْ ..
    فساعة السحر بداية انسحاب القمر ..
    وهذه الألفاظ شكلت إيقاعاً داخلياً تحت ما يسمى (التوقع القافوي) ، وقد تتردّد عبارات معينة ، وهو ما يسمى بـ(تردد النسق الإيقاعي) مع استبدال أو حذف ..
    فهو يقول مثلاً :
    أصيح بالخليج : " يا خليج ..
    يا واهب اللؤلؤ والمحار والرّدى !.
    فيرجع الصدى كأنه النشيج :
    " يا خليج ..
    يا واهب المحار والردى " ..
    وذلك بحذف كلمة (اللؤلؤ) .
    وقد ينشأ الإيقاع الداخلي من خلال تجزئة الوزن ، حيث يصبح هذا التجزيء وفقاتٍ يكون التوقف عليها منسجماً مع التقطيع الصوتي ، وفي هذا التوقيع الصوتي وحدات إيقاعية هي ليست إيقاع القصيدة بمجموعها ، غير أننا بضمّ الإيقاع العروضي إلى بعضه فإن الوزن يبرز من جديد ، وطبقاً لتلك الوقفات يتنوع الإيقاع ، وهذا ملاحظ في (أنشودة المطر)([7]).
    وعلى كلّ حال فإن موسيقى السياب الداخلية كانت هادئة ناعمة في بداية القصيدة ، ثم انقلبت إلى موسيقى شديدة صاخبة تضجّ بالثورة والنقمة على الجوع في بقية القصيدة ، حيث حشد السياب أكبر قدر ممكن من حروف الشدة لتعبر عما في نفسه أيضاً من مرارة الحرمان وشدّة الوحدة والضياع في الغربة([8]).
    أما عن عاطفة الشاعر ؛ فإن عاطفته يكاد يلهبنا صدقها .. وصراحتها .. عاطفة خاشعة .. صادقة .. مؤثرة !!.
    لقد استطاع بكلمةٍ واحدة أن يغوص في أعماق النفس .. وأعماق الوجود ..
    والشاعر ليس منفصلاً بمشاعره الذاتية .. إنما هي تسترسل كما يسترسل المطر .. والمطر يهيج المشاعر وينعشها لتتفاعل مع الشاعر وأنشودته ؛ أنشودة المطر .. وهي عاطفة سوية ، وإن كنت ألمح بعضاً من تشاؤمه أحياناً .. لكن على أيّ حال إن كان هناك تشاؤم فهو من دفقة العاطفة وتردّدها بين ثورة وانكفاء واضطراب وانطفاء ..
    " وهي عاطفة نبيلة ؛ لأنّها تسهم في بناء مجتمع جديد على أساس من العدالة في التوزيع والحرية التي تكفل للفرد المواطن حداً أدنى من حرية القول والتفكير والعمل "([9]).

    rrr

    ([1]) الاغتراب في الشعر العراقي ، ص128 .

    ([2]) دراسات أدبية في الشعر العربي الحديث ، ص205 .

    ([3]) العروض والقافية ، عبد العزيز عتيق ، ص71 .

    ([4]) الاغتراب في الشعر العراقي ، ص149 .

    ([5]) قضايا الشعر المعاصر ، نازك ، ص192 .

    ([6]) الظاهرة الجمالية في التصوير ، نذير حمدان ، ص24 ، بتصرّف .

    ([7]) الاغتراب في الشعر العراقي ، ص138 .

    ([8]) دراسات أدبية في الشعر العربي الحديث ، ص205 .

    ([9]) دراسات أدبية في الشعر العربي الحديث ، ص201 .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    في قلب الحس حيث يقطر الحبر في غسق الدجى
    المشاركات
    118
    الخاتمة
    لقد كان خياله رائعاً .. انطلقنا معه نسبح في فضائه .
    لقد قدّم لنا الأفكار المجردة العارية في هيئة صورٍ فاتنة .. آسرة .. تستجلب المتعة الحقيقية ، وهذا هو الشعر !.
    وإن كان قد أرهقه فضعف أسلوبه أحياناً تحت وطأة الجمل المعترضة والإكثار من التقديم والتأخير ..
    إلا أن عفويته وانسيابية القصيدة ، وتطريزها بكثيرٍ من المحسنات البديعية غير المتكلفة .. أنستنا بعض تلك الأخطاء غير الجسيمة .. والتي لا تساوي شيئاً بجوار هذه الرائعة من روائعه .. وهذه اللؤلؤة من بحره العميق .. المُغرِق ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    في قلب الحس حيث يقطر الحبر في غسق الدجى
    المشاركات
    118
    أهم المراجع


    1-الأسطورة في شعر السياب ، عبد الرضا علي ، دار الرائد العربي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1978م .


    2- الاغتراب في شعر بدر شاكر السياب ، أحمد عودة الله الشقيرات ، دار عمار ، الأردن ، ط1 ، 1407هـ - 1987م .


    3- الاغتراب في الشعر العراقي ، د. محمد راضي جعفر ، اتحاد الكُتّاب العرب ، 1999م .


    4- بدر شاكر السياب ، دراسة في حياته وشعره ، إحسان عباس ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط6 ، 1993م .


    5- دراسات أدبية في الشعر العربي الحديث ، محمد المصري ، دار الفرقان ، ط1 ، 1404هـ - 1984م .


    6- الظاهرة الجمالية في القرآن الكريم ، نذير حمدان ، دار المنارة ، جدة ، ط1 ، 1412هـ - 1991م .


    7- علم العروض والقافية ، عبد العزيز عتيق ، دار المعرفة ، 1996م .


    8- قضايا الشعر المعاصر ، نازك الملائكة .


    9- من إجراءات النقد العربي الحديث ، محمد الحارثي .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط