9-" مجيرُ أمِّ عامرِ "
قيل : إنَّ قوماً خرجوا إلى الصيدِ في ويمٍ حارٍّ , فبينما هم كذلك إذْ عرضتْ لهم أمُّ عامر , وهي الضَّبْعُ , فطردوها فأتعبتهم حتَّى ألجأوها إلى خِباءِ أعرابي فاقتحمته , فخرج إليهم الأعرابي فقال : ما شأنكم ؟ فقالوا : صيدنا وطريدتنا . قال : كلا , والذي نفسي بيده , لا تصلون إليها ما ثبتَ قائمُ سيفي بيدي . قال : فرجعوا وتركوه . فقام إلى لَقْحَةٍ ( ناقةٍ حلوب ) له فحلبها وقرَّب إليها ذلك , وقرَّب إليها الماء , فأقبلت مرَّةً تلغُ من هذا ومرَّةً تلغُ من هذا حتَّى عاشت واستراحت . فبينما الأعرابي نائمٌ في جوف بيتهِ إذْ وثبت عليه فبقرتْ بطنه وشربت دمه وأكلتْ حِشْوته ( أمعاءه ) وتركته . فجاء ابنُ عمٍّ له فوجدهُ على تلك الصورة فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال : صاحبتي واللهِ , وأخذ سيفه وكنانته واتَّبعها , فلم يزلْ حتَّى أدركها فقتلها , وأنشأ يقول :
وومنْ يصنعِ المعروف معْ غيرِ أهلهِ=يُلاقِ الذي لاقى مُجيرُ أمِّ عامرِ
أدامَ لهاحينَ استجارتْ بقربهِ =قِراها منْ ألبانِ اللقاحِ الغرائرِ
وأشبعها حتَّى إذا ما تملَّأتْ=فرَتْهُ بأنيابٍ لها وأظافرِ
فقلْ لذوي المعروفِ هذا جزاءُ منْ=غذا يصنعُ المعروف معْ غيرِ شاكرِ
المفضلات