ولقد كانت القصيدة الأولى تطبيقا عمليا لفكرته بوجود تفعيلة تسمى ( فاعلاتك ) بحيث تكون ( فاعلاتن ) زحافا لها، وأطلق على هذا الوزن اسم (المرمل)، ومنه الأبيات التالية:
هل قرأتَ اليوم أخبار الثكالى في فلسطين الحـــبيبه
ما أنا اليوم بِقارئْ : يا أمــــــير
هلْ تَجهمْتَ بشعرٍ تشْتمُ الأعداءَ في الأرض السليبه
لا تلمني إنني اليوم ضــــــــرير
لستُ من يهجو كأخطلَ أو جرير
كيف لا تهجو عدواَ قد أذاق القوم آلاماَ عـــــــــجيبه
وأنا لا أدري لم لم يعد الوزن من الرمل ، وهو من الرمل فعلا ولكن به زحافا بغيضا هو تثقيل آخر سببي التفعيلة.
ثم ألم يعلم أن محاولته هذه قد سبقتها محاولة لعروضي قديم أراد أن يضيف وزنا جديدا في دائرة المؤتلف أسماه بحر المتوفر، ونظم عليه بيتين رددتهما معظم كتب العروض التراثي، وهما :
ما وقوفك بالركائب في الطلل *** ما سؤالك عن حبيبك قد رحل
يا فؤادي ما أصابك بعدهم *** أين صبرك يا فؤادي، ما فعل
فأين القصائد التي نظمت على هذا الوزن العروضي. إن الخليل، رحمه الله ، لم يجرؤ على أن يفرض بحرا ابتدعه من تلقاء نفسه ، بل إنه لم يأت بشاهد ، حتى وإن كان مصنوعا، إلا وله أمثلة من الشعر المروي تكفي لقبوله ولو في مرحلة معينة من الزمان.
المفضلات