أضعتُ قلبيَ في قعرِ الخطيئتات = في لجَّةِ الذنبِ في بحرِ الملمَّاتِ
في ذِروةِ النزغِ حيث النزفُ ذا أثرٍ = في خَلجةِ القلبِ يُذكِي من جراحاتِي
في حَلكة الغيِّ حيث الغيُّ منبثقٌ = مِنْ سَورةِ الزيغِ ممزوجاً بآهاتِ
حيث التَّأوُهُ رانَ النفسَ من سُبلٍ = شتى فضعتُ بأخلاطِ المزاجاتِ
فخلتُ نفسيَ قد آوتْ لبغيتِها = وفي الحقيقةِ أفضتْ للسخافاتِ
تسعى إلى الحتفِ ثََمْلى غيرُ آبِهَةٍ = هل يسمعُ النصحَ من في حكمِ أمواتِ
أو يعقلُ القولَ مَن في سمعِهِ صَممٌ = لا تفقهُ القولَ أشباهُ الجماداتِ
وذا أنا والمعاصي غيرُ لاهيةٍ = عنِّي وتأخذُ مني كلَّ أوقاتِي
ارتادُ بحر الهوى والحبرُ ذا كللٍ = عنْ نعتِ ذلك في نظمٍ وأبياتِ
مرارةٌ وشجىً في الحلقِ تعرِفُه = نفسُ المكبِّ على غَيٍّ وزلاتِ
نارٌ تحرِّقُُُُُُُُُهُ واللهوُ يدفعُه = والطيشُ يمنعُهُ عنْ ذكرِِ آياتِ
تَصَارعٌ بين جنبي كادَ يأخذُني = إلى الجحيمِ وآهاتٍ وظُلْماتِ
وأبصرُ النورَ مِنْ عينٍ بها غَبشٌ = ليطرقَ العجزُ عن إدراكِه ذاتِي
والعارفونَ خُطاهم جِدُّ واثقةٌ = فكيفَ تهتزُ في الإحسانِ خُطواتِي
وكيف يرتدُّ طرفي عن طريقِهِمُ = كلاً لأوغلَ في بعدِ المسافاتِ
ليصبحَ الوصلُ مبتوتاً ومرتهَناً = بمطلبِ النفسِ مِن قبحٍ وشهواتِ
وذاك ما كانَ في عهد الصِّبا عجباً = أألبسُ العيبَ إذْ أبصرتُ شيباتِي
هلْ يقبل المرءُ غَثَّا وهو ذا كَيَسٍ=أمَّا السمينُ يضيَّعُ في التفاهَاتِ
كلا فما زالَ نبضٌ في الفؤادِ وقدْ=أحييهِ إذْ تنتشِي بالذكرِ نبضاتي
وقدْ يعودُ به عِرقُ الحياةِ وقدْ=إنْ يأذنِ الله يمضِي للسماواتِ
المفضلات