http://www.arood.com/vb/showthread.php?threadid=149
الأستاذ العزيز:الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان
وهذا مصدر عبء من المصطلحات التي نشأت عن التعامل مع حدود التفاعيل وكأنها حقائق.
.
حرت في إيجاد الاستشهاد حيث أن هذا الرأي قرأته لك مراراً.وبصورة مؤقتة أكتفي بهذا الاقتباس.
القضية بالذات تتعلق بالتفاعيل وحدودها وما إذا كانت هذه الحدود "حقائق" أم هي "وهمية".
مع اتفاقي الأكيد معك في الضيق من حشد المصطلحات المعقدة التي يطلب من متعلم العروض إتقانها وهي لا تلزم إلا المتخصصين.
ومن الناس المغبونين أولئك المعلمون الفضلاء الذين وضعوا منهاج العروض في المدارس الثانوية السورية وهم والله أساتذتي فقد تعلمنا من منهاجهم الصيغ المستعملة في الشعر العربي بدون مصطلحات معقدة وغاية ما وضعوه في المنهاج هو البحور وما هو مستعمل منها والتغييرات التي تطرأ على كل تفعيلة في البحر المعني لا وفقاً للنظرية والحالات الشاذة بل وفقاً للذوق الذي استقر عليه الشعر العربي.
وما قولك يا مولانا في تحول التفعيلة إلى حقيقة واقعة عند شطر كبير من الشعر المعاصر حتى سمي هذا الشعر "شعر التفعيلة"؟
ويؤلف الشاعر قصيدته واضعاً التفعيلة نصب عينيه كوحدة وزنية وعلى أنه يبيح لنفسه بصورة دقيقة أن ينهي الشطر بجزء منها كقول محمود درويش مثلاً:
وأعد أضلاعي فيهرب من يدي بردى..
وتتركني ضفاف النيل مبتعدا
وقول السياب
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
وإلى آخره..
وقد قلت إن من علامات أخذ التفعيلة بعين الاعتبار كأمر أساسي ظاهرة المجزوء الذي تعريفه ببساطة حذف التفعيلة الأخيرة من الشطرين! فكيف نعد الحد أمراً وهمياً وقد بني على هذا الحد المجزوء وهو أمر مهم في الشعر!
غير أن في تأكيد العروض الرقمي على الأجزاء الأصغر من التفعيلة فوائد علمية كبيرة لا تفلح طريقة التفعيليين في الوصول إليها وهذه طبيعة الطرق العلمية المختلفة.
على أن لا تغلو طريقة في تنقيص قدر طريقة أخرى.
والله أعلم!
المفضلات