معلمي الفاضل الأستاذ خشان شخان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعدت بالاطلاع على هذا النقاش الساخن, ولعله لا مزيد عندي على ما تفضلت به وما تفضلت به أيضا الشاعرة الواعدة عنود الليالي, فقد وفيتما القضايا المثارة حقها من الشرح والتأصيل, غير أنني لا أحب أن يفوتني شرف المشاركة في هذا النقاش ولو بكلمة عابرة.
قرأت قصيدة الأستاذة عنود الليالي فوجدتها سليمة الإيقاع بالنظر إلى ما درج عليه الشعراء المحدثون من الإتيان بأكثر من 3 متحركات واستخدام التفعيلة فاعلُ (بتحريك اللام) في أشعارهم حرها وعموديها مما يعني أن العنود لم تتفرد بذلك.
وما أورده الأستاذ عادل الفتلاوي من ملحوظات تابعه عليها الأستاذ محمد عبد الحفيظ يمكن أن يرد على معظم النتاج الشعري الحديث فضلا عن أنها ملحوظات لا تنم عن معيار واضح يمكن الركون إليه, فالأستاذ عادل يسمح بكلا الأمرين وهذا واضح في التعديلات التي أجراها على النص؛ بينما يتناقض الأستاذ محمد عبد الحفيظ مع نفسه, فبعد أن وصف تلك الملحوظات ب"الصحيحة" ودعا الشاعرة إلى الأخذ بها نراه يقدم تعليلا غامضا يحاول من خلاله إقصاء التفعيلة فاعلُ وهو تعليل نظري لا قيمة له؛ لأن المعّول عليه هو موقع كل من الساكن والمتحرك في السياق الإيقاعي وليس الصياغة الجملية للتفاعيل العروضية كما يتصور, فالطويل هو :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهو أيضا:
فعل: فاعلن فع:لن فعل: فاعلن فعْلن
وهو كذلك:
فعلون فعولن فاعلن فاعلن فعْلن
ولكنه دائما:
3 2 / 3 4 / 3 2 / 3 4
ولقد قرأت موضوضع الأستاذ محمد: "مجزوء التفعيلة الخببية ( دراسة معالجة لبحر الخبب )"
فوجدته أحوج من غيره لتلعم الرقمي, فليته يفعل حتى تخلو أطروحاته من بعض ما قد يدل على أنه غير ملم بعلم العروض فضلا عن أن يكون ضيعا فيه أو قادرا على استيعاب إشكالاته وتقديم تصورات تأصيلة تتسم بالعمق والوضوح وتحقيق شرائط المنهج العلمي في التعاطي والاستدلال والبناء.

ولعلي أتناول بحر الخبب بشيء من التفصيل في موضوع مستقل فهو جدير بأن نستمر في طرح إشكالاته وسبر أغواره.

ودمتم